سياسة

مقتل "كاظمي".. الحرس الثوري الإيراني "يفقد عقله" الاستخباراتي

نشر
blinx
أكدت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية الإيرانية مقتل رئيس استخبارات "الحرس الثوري" الإيراني العميد محمد كاظمي ونائبه حسن محقق، بالإضافة إلى ضابط آخر يُدعى محسن باقري، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل ونُفّذت في طهران الأحد الماضي. وتشير هذه العملية الدقيقة إلى استهداف مباشر للمنظومة الأمنية الأقرب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، في تطور قد يُربك توازنات السلطة داخل الهيكل السياسي الإيراني.

كيف نشأت استخبارات الحرس الثوري؟

تعود جذور جهاز استخبارات "الحرس الثوري" إلى عام 1979، حين أنشئت "وحدة الاستخبارات والتحقيقات" لملاحقة معارضي الثورة وتجنيد العناصر. لاحقاً تغيّر اسمها إلى "مكتب الاستخبارات"، وأصبحت تضطلع بمهام أمنية أوسع، وفقا لمجلس العلاقات الخارجية.
في عام 1984، أمر المرشد الإيراني الراحل "روح الله الخميني"، بنقل معظم أنشطة الاستخبارات إلى وزارة منشأة حديثاً، غير أن "الحرس الثوري" احتفظ بجزء من عملياته، والتي تعاظمت تدريجياً، لا سيما بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
بحلول عام 2009، تحولت هذه الأنشطة إلى كيان مستقل يحمل اسم "منظمة استخبارات الحرس الثوري"، وهي اليوم جهاز أمني موازٍ لوزارة الاستخبارات، لكنه لا يخضع للحكومة، بل يرتبط مباشرة بمكتب المرشد الأعلى، بحسب ما أورده موقع إيران واير.

الحرس الثوري.. سلطة فوق الدولة

يُعدّ "الحرس الثوري" الإيراني، الذي أُسس عقب ثورة 1979، مؤسسة عسكرية-أمنية تعمل موازية للدولة الرسمية، وتتمتع بولاء مطلق للمرشد علي خامنئي.
يمتلك الحرس أكثر من 190 ألف عنصر نشط (600 ألف مع الاحتياط)، ويتحكم بالبرنامجين النووي والصاروخي، ويُشرف على دعم مجموعات موالية لإيران في أنحاء الشرق الأوسط.
بحسب تقرير لـ i24news، يتكوّن "الحرس" من ستة فروع، أبرزها "قوة القدس" التي تنفذ عمليات استخباراتية وعسكرية خارج الحدود، إلى جانب جهاز البحرية المسؤول عن مضيق هرمز، وقوة التعبئة "الباسيج" التي تلعب دوراً مركزياً في قمع الاحتجاجات.
وفي ظل الصراعات الداخلية بين أجهزة الأمن في إيران، تنامت سلطة جهاز استخبارات "الحرس" بشكل مضطرد، خاصة عقب فضيحة "الاغتيالات المتسلسلة" التي طالت وزارة الاستخبارات في تسعينيات القرن الماضي، ما أضعف مكانتها لصالح "الحرس"، كما أوضح تقرير لموقع Iran Watch، الذي يديره مجموعة من الصحفيين الإيرانيين في الخارج.

ما تداعيات مقتل كاظمي ومحقّق؟

تأتي تصفية محمد كاظمي، الذي تولى رئاسة استخبارات الحرس منذ عام 2022 خلفاً لحسين طائب، لتُشكل ضربة قاسية للهيكل الأمني الذي يشكل العمود الفقري للهيكل السياسي القائم في البلاد.
وقد عمل كاظمي سابقاً على رأس "منظمة الحماية الاستخباراتية" داخل الحرس، وهي جهاز داخلي معني بمراقبة عناصر الحرس ومنع الاختراقات. ومع ذلك، وقعت في عهده اختراقات كبرى طالت شخصيات حساسة مثل محسن فخري زاده وقاسم سليماني، ما أثار تساؤلات حول فاعلية الجهاز.
أما نائبه، حسن محقّق، فقد كان هو الآخر من الشخصيات التي تدين بالولاء لمجتبى خامنئي، نجل المرشد، وكان يُنظر إليه كمخطط أمني ضمن شبكة الحرس المعقدة. ومقتله يفتح الباب أمام فراغ قيادي قد يفتح المجال لصراعات داخلية بين "الحرس" ووزارة الاستخبارات، التي لطالما تنازعت معه على النفوذ والشرعية الأمنية.
وأفادت مصادر مطلعة لموقع يورونيوز بأن إسرائيل نفذت هذه الضربة بدقة بالغة، ما يسلط الضوء مجدداً على هشاشة الأمن الداخلي في قلب العاصمة الإيرانية، رغم ما يُعرف عن الأجهزة الأمنية من شراسة وشبكات مراقبة ضخمة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة