التصعيد لن ينتهي قريبا.. مؤشرات تطيل زمن الحرب
دخلت المواجهة بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة وخطيرة مع تبادل الضربات على منشآت نفطية وغازية خلال عطلة نهاية الأسبوع، في تطور يُنذر بطول أمد وتوسيع رقعة الحرب لتشمل قطاعاً حيوياً للاقتصاد العالمي.
ومع إلغاء إيران جولة مفاوضات سادسة كانت مقررة مع واشنطن في سلطنة عمان، الأحد، قالت إسرائيل إن الحملة ستستمر في التصاعد في الأيام المقبلة، فيما أتهمت طهران واشنطن بالتواطؤ في الهجوم، متوعدة إسرائيل بـ"رد مدمر" على الهجمات المستمرة على أراضيها منذ يوم الجمعة 13 يونيو.
ورغم شنها هجومين على إسرائيل بمئات الصواريخ، يبدو أن طهران لا تزال تملك آلاف الصواريخ، وهو ما قد يطيل زمن الحرب، وفق مستشار الأمن القومي الإسرائيلي.
في الغضون، بدأ سلاح الجو الأميركي في تنفيذ عملية نشر غير مسبوقة لعدد كبير من طائرات التزود بالوقود جواً عبر المحيط الأطلسي، انطلاقاً من قواعد في الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن أن حاملة الطائرات الأميركية (نيميتز) غادرت بحر الصين الجنوبي صباح اليوم الإثنين، متجهة غربا، بعد إلغاء رسوها الذي كان مقررا في ميناء بوسط فيتنام، ما يؤشر إلى مزيد من التصعيد وبالتالي إطالة زمن المواجهة بين إيران وإسرائيل وربما توسيع رقعتها.
"تل أبيب لا تحتاج واشنطن" لتحقيق أهدافها في إيران
قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن إسرائيل لا تحتاج إلى الولايات المتحدة لتحقيق الأهداف التي وضعتها للحرب ضد إيران، وذلك في حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن هنجبي قال إن إسرائيل يمكنها القضاء على موقع فوردو النووي بمفردها.
وأضاف أن الإطاحة بالنظام الإيراني ليس من ضمن أهداف إسرائيل في الحرب.
وأوضح هنجبي أن إسرائيل لا تعتزم استهداف قادة النظام الإيراني حاليا، على الرغم من أن ذلك قد يتغير.
إيران لا تزال تملك آلاف الصواريخ
وفي نفس السياق، اعترف تساحي هنجبي، في المقابلة أن إيران لا تزال تملك آلاف الصواريخ.
وأضاف هنجبي أن "هذه ليست حملة يمكن من خلالها وضع حد لهذا التهديد، وبالتأكيد ليس خلال أيام، ولا على مدى فترة أطول"، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء. برأيه أن هناك مؤشرات كافية تشير إلى أن الحرب لن تنتهي قريبا ومنها:
- إيران لا تزال تمتلك آلاف الصواريخ
- تحققت جميع أهداف المراحل الأولى للهجوم داخل إيران
- تخطيط إسرائيلي مسبق للهجوم وما أتبعه من عمليات اغتيال لقيادات الصف الأول ولعلماء في البرنامج النووي الإيراني
- توقع إسرائيل للرد الصاروخي الإيراني العشوائي على المدنيين
تحوّل كبير في العقيدة الأمنية الإسرائيلية
الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، كشف بوضوح تحوّلا كبيرا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية، من استهداف لمنشآت نووية وعسكرية، واغتيال عدد من كبار الضباط والعلماء الإيرانيين، ما يعكس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعد مقيدًا بالتحفظات التي كبلته سابقًا، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
بالمقابل يبدو أن إيران ستواصل هجماتها الصاروخية بعد شنها في وقت مبكر من اليوم الإثنين، موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ما أدى لإطلاق صافرات الإنذار في أنحاء البلاد، حيث أفادت خدمات الطوارئ بمقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة العشرات في اليوم الـ4 من الحرب المفتوحة الدائرة بلا هوادة بين القوتين الإقليميتين.
واشنطن تحشد طائرات التزويد بالوقود
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" كشفت أن سلاح الجو الأميركي بدأ في تنفيذ عملية نشر غير مسبوقة لعدد كبير من طائرات التزود بالوقود جواً عبر المحيط الأطلسي، انطلاقاً من قواعد في الولايات المتحدة، وذلك في ظل الحرب المستمرة بين إيران وإسرائيل.
وأظهرت بيانات تتبع حركة الطيران ارتفاعاً متواصلاً في عدد طائرات التزود بالوقود من طرازي KC-135 وKC-46، حيث تم إرسال ما لا يقل عن 30 طائرة باتجاه الشرق خلال ساعات متأخرة من ليل الأحد.
وتُعد هذه الطائرات ضرورية لتأمين عمليات التزود بالوقود في الجو للطائرات المشاركة في ضربات بعيدة عن أراضيها، مثل المقاتلات الإسرائيلية التي تنفذ غارات ضد أهداف داخل إيران.
حاملة طائرات تتجه للمنطقة
كذلك أظهرت بيانات موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن أن حاملة الطائرات الأميركية (نيميتز) غادرت بحر الصين الجنوبي صباح اليوم الإثنين متجهة غربا، بعد إلغاء رسوها الذي كان مقررا في ميناء بوسط فيتنام.
وكانت حاملة الطائرات تخطط لزيارة مدينة دانانج في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لكن مصدرين أحدهما دبلوماسي قالا إن الرسو الرسمي الذي كان مقررا في 20 يونيو، ألغي.
وقال أحد المصدرين إن السفارة الأميركية في هانوي أبلغته بالإلغاء بسبب "متطلبات عملياتية طارئة".
وأظهرت بيانات مارين ترافيك أن حاملة الطائرات تحركت غربا صباح اليوم الإثنين باتجاه الشرق الأوسط.
في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأحد، وهي إحدى أولى مقابلاته منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران، قال نتنياهو إن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.
وأضاف أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لتقضي على "التهديد الوجودي" الذي تشكله طهران عليها.
وقالت إسرائيل إن الحملة ستستمر في التصاعد في الأيام المقبلة. ومن جانبها توعدت إيران "بفتح أبوب الجحيم" على إسرائيل ردا على ذلك.
ولدى سؤاله في المقابلة عما إذا كان تغيير النظام الحاكم في إيران من أهداف الجهد العسكري الإسرائيلي، رد نتنياهو بالقول "قد يأتي نتيجة لذلك لأن النظام الإيراني ضعيف جدا".
وأكد قائلا: "مستعدون لفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هدفنا المزدوج، القضاء على... تهديدين وجوديين هما التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية".
وتابع نتنياهو قائلا: "تحركنا بالفعل لإنقاذ أنفسنا، لكنني أعتقد أيضا أن الأمر ليس فقط لنحمي أنفسنا بل لنحمي العالم من هذا النظام التحريضي. لا يمكن أن نسمح لأخطر نظام عالمي بامتلاك أخطر سلاح في العالم".
ولدى سؤاله عن تقرير لرويترز ذكر أن ترامب اعترض على خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، رد نتنياهو بالقول "لن أتطرق إلى ذلك الأمر".
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذرا طهران من مغبة قصف أي أهداف أميركية.
وقال ترامب مرارا إن إيران يمكنها أن تنهي الحرب بالموافقة على قيود صارمة على برنامجها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض سلمية لكن دولا غربية تقول إنه قد يستخدم لصنع قنبلة ذرية.
تضرر القنصلية الأميركية بتل أبيب
قال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي الإثنين، إن أضرارا طفيفة لحقت بالقنصلية الأميركية في تل أبيب بسبب ارتجاجات ناتجة عن سقوط صاروخ إيراني في مكان قريب منها. وأضاف هاكابي في منشور عبر منصة " أكس" أنه لا توجد إصابات في صفوف الأفراد الأميركيين.
وحتى اليوم الإثنين، أعلنت إيران إطلاق نحو 100 صاروخ، وتعهدت بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على برنامجها النووية وقيادتها العسكرية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصا منذ بدء الحرب الجمعة الماضية.
وفي إسرائيل، سُمع دوى انفجارات قوية، من المرجح أن تكون ناجمة عن اعتراض أنظمة الدفاع الإسرائيلية للصواريخ الإيرانية التي هزت تل أبيب قبل فجر اليوم، مما أدى لانبعاث أعمدة الدخان بالمدينة الساحلية.
وقالت السلطات في مدينة بِتاح تِكفا بوسط إسرائيل بالقرب من تل أبيب إن الصواريخ الإيرانية أصابت مبنى سكنيا هناك، وأدت إلى تصدع الحوائط الخرسانية و تحطم النوافذ، كما ألحقت ضررا شديدا بعدة شقق سكنية.
وقالت خدمة الطوارئ إن سيدتين ورجلين- في السبعينات من أعمارهم- وشخص آخر لقوا حتفهم في موجة الهجمات الصاروخية التي ضربت 4 مواقع بوسط إسرائيل.
وبذلك يبلغ إجمالي عدد القتلى في إسرائيل منذ أن ردت إيران، ما لا يقل عن 19 قتيلا، وفي المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة قصفت عشرة مراكز قيادة في طهران تابعة لفيلق القدس الإيراني، وهو ذراع النخبة بالحرس الثوري الذي ينفذ عمليات عسكرية واستخباراتية خارج إيران.