يعود النقاش بشأن دستور علماني لتركيا إلى عام 1994 عندما تم انتخاب أردوغان عمدة لإسطنبول عن حزب الرفاه آنذاك برئاسة نجم الدين أربكان، الذي أيد الإسلام السياسي.
وبعد مرور ثمانية أشهر على انتخابه، شارك أردوغان في مناظرة تليفزيونية عندما انتقد الأديب والروائي التركي عزيز نيسين ، اردوغان لقوله "أنا من أتباع الشريعة الإسلامية ".
ورد أردوغان بقوله "نيسين لديه الحرية والحق في أن يقول "إنني كافر . فلماذا لا يمكن أن يكون لدى الحق في القول أنني مسلم ومن اتباع الشريعة؟".
وقال نيسين "إن هذا يتعارض مع الدستور التركي، الذي ينص على أن الدولة التركية علمانية، وأما أن تغير الدستور وتطبق الشريعة أو تلتزم بالدستور .لايمكن أن تكون من اتباع الشريعة وعلمانيا معا".
وأصبح حزب الرفاه أكبر حزب سياسي في تركيا وشرع مع رؤيته الوطنية في تأسيس "نظام عادل "(الشريعة )، ولكن في عام 1998، قامت المحكمة الدستورية بحله لكونه "مركزا لأنشطة تتعارض مع مبادئ العلمانية".
وفي نفس العام، تم الزج بأردوغان في السجن لمدة أربعة أشهر لاقتباسه قصيدة قومية من عام 1912، ولكنه كان قد أوضح بالفعل أن " الديمقراطية ليست هدفنا"، إنها الوسيلة.
غير أن أردوغان تعلم الدرس إذ أسس حزب العدالة والتنمية في عام 2001 وصعد لسدة الحكم بعد ذلك بعام، مقدما نفسه على أنه حزب غربي إصلاحي معتدل وليبرالي جديد.
وقبلت أوروبا والولايات المتحدة ذلك النهج، وكما قالت وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس أن حزب العدالة والتنمية " حكومة عاقدة العزم على سحب تركيا غربا صوب أوروبا".
وتحدث الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عن "شراكة نموذجية "مع تركيا واستخدم أردوغان نفس العبارة بعد إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب.