العالم أزرق.. كيف اجتاح "صقيع" تشيلسي سخونة أميركا؟
أسدل الستار على بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها الولايات المتحدة الأميركية، بواحدة من أكبر المفاجآت في البطولة، بفوز غير متوقع لفريق تشيلسي الإنجليزي بثلاثية نظيفة على باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا.
النهائي أقيم على ملعب ميتلايف بنيوجيرسي في ولاية نيويورك، بحضور جماهيري تخطى 81 ألف مشجع، في أجواء حارة ودرجة حرارة بلغت 30 درجة مئوية، لكن "صقيع" الإنجليزي كول بالمر، لطّف الأجواء على تشيلسي.
لم ينتظر بالمر كثيرا ليعبر عن نفسه في نهائي كأس العالم للأندية، ليفتتح التسجيل في الدقيقة 22، بعد تمريرة من داخل منطقة الجزاء من اللاعب الفرنسي مالو غوستو، استقبل بمهارة وأطلق قذيفة أرضية عانقت الشباك.
بالمر عاد في الدقيقة 30 بهدف آخر بعد توغل في منطقة الجزاء وتسديد كرة أرضية على يمين الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما، ليضاعف النتيجة، ويواصل احتفالاته المعروفة باسم "كولد"، إذ يعانق جسده بيديه ويشير إلى برودة الطقس.
ولم يسجل بالمر الثالث، لكنه قد تمريرة ساحرة إلى زميله البرازيلي المتألق جواو بيدرو الذي انفرد ليضعها من فوق الحارس دوناروما لتمر إلى الشباك في الدقيقة 43، ويُعلن عن آخر أهداف المباراة.
ورغم الانتقادات الموجهة لبالمر قبل المباراة، لظهوره قبل 24 ساعة من اللقاء على سكوتر هوائي في تايمز سكوير، لم يتأثر النجم الإنجليزي إطلاقا بالآراء السلبية، أو بجولته المسائية خارج معسكر فريقه.
انتظر الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، أن يدافع نظيره الإيطالي إنزو ماريسكا منذ بداية المباراة، أملا في تجنب تأثير القوة الهجومية الكبيرة للفريق الفرنسي، لكن تشيلسي صدم منافسه.
لعب ماريسكا بأسلوب هجومي ضاغط منذ اللحظة الأولى، وسيطر على الكرة تماما، وحرم باريس من الاستحواذ الذي يمنحه الأفضلية في تدوير الكرة وصناعة الفرق من كل الاتجاهات، ليظل الفريق الفرنسي عاجزا طوال الشوط الأول.
ثلاثية الشوط الأول ترجمت التفوق الخططي لماريسكا على إنريكي تماما، وكانت فترة ما بين الشوطين، فرصة سانحة للمدرب الإسباني ليغير الواقع، ويحاول وضع أسلوب جديد لمواجهة هجوم تشيلسي غير المتوقع.
بثلاثة تصديات، رد الإسباني روبرت سانشيز حارس مرمى تشيلسي، على تألق نظيره الإيطالي في باريس سان جيرمان طوال البطولة، وحرم الفريق الفرنسي من التسجيل.
تصديات سانشيز الحاسمة، صاحبتها تحركات رائعة في الكرات العرضية التي أفسد أغلبها، وأداء جيد في مساعدة الدفاع على الخروج بالكرة وصناعة الهجمات من الخلف.
وعلى الرغم من استقبال دوناروما لثلاثة أهداف في شوط واحد، تألق في الشوط الثاني وحرم تشيلسي من إضافة هدفين على الأقل للاعب البديل ليام ديلاب الذي اصطدم بعودة الحارس الإيطالي للتألق.
اندفع إنريكي بعد المباراة إلى أرض الملعب ودخل في صدام كاد أن يتحول إلى اشتباك مع بيدرو مهاجم تشيلسي، واحتك بلاعبي الفريق الإنجليزي، بينما تدخل لاعبي فريقه في محاولة لاحتواء الأمر.
على الجهة الأخرى هرع ماريسكا إلى الملعب مع صافرة النهاية ليحتفل بالفوز، لكنه ذهب أولا إلى لاعبي باريس لتهدئتهم بعد الخسارة، ودخل في نقاش مطول مع مواطنه دوناروما قبل أن يعانقه ويذهب للاحتفال.