"ثورة ناعمة" في سينما الهند.. هل تستطيع كسر احتكار المخرجين؟
تشهد السينما الهندية تحوّلاً ملحوظًا، مع بروز مخرجات يروين قصصًا تعبّر عن واقع النساء في مجتمع لا تزال تهيمن فيه الذكورية على الصناعة. وتلاحظ المخرجة ريما كاغتي أن "عدد النساء اللواتي يكتبن ويخرجن أفلامهن في ازدياد"، معتبرة أن الأمور تتجه نحو "وضع أكثر صحة وواقعية".
برز هذا التحول في أفلام لاقت صدى عالميًا، أبرزها "Laapataa Ladies" لكيران راو، المرشح لتمثيل الهند في الأوسكار، وفيلم "All We Imagine as Light" لبايال كاباديا، الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان 2024. هذه الأفلام تبتعد عن الصور النمطية، وتقدم نساء حقيقيات يعشن تحديات يومية.
السينما التجارية تحت سيطرة الرجال
يتناول فيلم "مسز" للمخرجة أراتي كاداف تمرد امرأة متزوجة على حياة الاستعباد المنزلي، وهو واقع تقول الباحثة لاكشمي لينغام إنه يعكس ما تعيشه ملايين النساء في الهند. وتشير إلى أن السينما التجارية الهندية لا تزال تحت سيطرة الذكور، حيث يؤدون الأدوار الرئيسية، بينما تقتصر مشاركة النساء على أدوار سطحية.

مشاركة لافتة للممثلات والمخرجات الهنديات في مهرجان كان 2025. أ ف ب
أظهرت دراسة أُجريت عام 2023 أن 72% من الأدوار في أنجح أفلام الهند بين 2012 و2019 أُسندت لرجال، مقابل 26% فقط للنساء، وغالبًا في أدوار نمطية كممرضات ومعلمات.
نساء قويّات يبحثن عن التمويل
رغم ذلك، تشق المخرجات طريقهن عبر السينما المستقلة، كما توضح المنتجة شونالي بوز، التي تذكّر بأن "نساء قويات ظهرن في السينما منذ السبعينات، لكن التحدي الأكبر يبقى في فرض سردياتهن وسط سوق محافظة".
في مسلسل "دهاد"، تسلط ريما كاغتي الضوء على شرطية تتحدى زملاءها الذكور لكشف اختفاء نساء، في محاولة لكسر الصورة النمطية للمرأة في الدراما.
تقول كونكونا سين شارما إنها متفائلة بحذر، إذ لا تزال النساء في مواقع القرار قليلة. وترى لاكشمي لينغام أن التمويل هو العقبة الكبرى، فرغم وجود كاتبات يقدمن أفكارًا مبتكرة، فإن المنتجين لا يدعمونهن، لأن السوق يفضل القصص التقليدية.