أوروبا تتعلّم من الصين؟ شركات السيارات تُفكك لتُفهم
في تحول غير مسبوق، باتت شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها Renault، تدرس النماذج الصينية وتستعين بمهندسين صينيين وتفكك سيارات شركات مثل BYD لفهم أسرار التفوق في السرعة والتكلفة والبرمجيات المتقدمة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة
فاينانشال تايمز.
فبعد أن كانت الصين تتعلّم من الغرب لعقود، تدور الدائرة الآن، ليصبح الصينيون هم المعلّمون في سباق تكنولوجي يفرض قواعد جديدة على الصناعة الأوروبية التقليدية.
هل يمكن لأوروبا مجاراة الصين؟
رغم الطموح الكبير الذي أبدته Renault في خطتها لتسريع تطوير أكثر من 20 طرازاً جديداً في أقل من عامين، يشكّك بعض التنفيذيين في قدرة الشركات الغربية على مجاراة السرعة والكفاءة التي تتميز بها الصين.
وفقاً لألكسندر ماريان من شركة AlixPartners، تستطيع الشركات الصينية طرح طرازات جديدة بسرعة مضاعفة، وباستثمارات أقل بنسبة تصل إلى 50%، وباستخدام مكوّنات أرخص بـ30% من نظيرتها الأوروبية.
يعود ذلك إلى عوامل رئيسية، منها تقليص فترة اتخاذ القرار، تطوير البرمجيات داخلياً، تصنيع المكوّنات داخلياً، والاعتماد على سلسلة توريد مرنة.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه Renault وشركات مماثلة لا يقتصر على التكنولوجيا، بل يمتد إلى تغيير ثقافة العمل داخلياً، وإقناع الموردين بضرورة تسريع تطوير المكوّنات دون الإخلال بالجودة، حسب تقرير فاينانشال تايمز.
كيف تحاول Renault اللحاق بركب الصين؟
في مواجهة هذه التحديات، اتجهت الشركات الأوروبية إلى تبنّي استراتيجيات جديدة، ركّزت كما أشارت صحيفة
فاينانشال تايمز في تقرير سابق، على تعزيز التعاون المباشر مع الشركات الصينية، خصوصاً في مجالات البرمجيات، البطاريات، وأنظمة القيادة الذاتية.
وقّعت Volkswagen وMercedes-Benz وStellantis وBMW اتفاقيات مع شركات صينية للاستفادة من التكنولوجيا.
كما طرح الاتحاد الأوروبي إطاراً تنظيمياً جديداً يشترط على الشركات الصينية الراغبة بدخول السوق الأوروبية أن تؤسس مشاريع مشتركة مع نظيراتها الأوروبية أو أن ترخّص جزءاً من تقنياتها.
هذا التوجه يعكس تحوّلاً لافتاً، إذ كانت الصين لعقود تستفيد من نقل التكنولوجيا الغربية مقابل السماح بالوصول إلى سوقها، أما اليوم، فتعيد أوروبا استخدام الأدوات ذاتها لتقليص الفجوة مع الصين.
وفي محاولة لتعزيز مرونتها التكنولوجية، استثمرت Renault مليون 26 مليون يورو لبناء مركز محاكاة قرب باريس يحتوي على مقصورة ألياف كربونية تزن 8 أطنان لاختبار النماذج الافتراضية.
كما تعتمد الشركة على "التوأم الرقمي" لكل طراز جديد، ما يسمح للمهندسين حول العالم بالعمل على النموذج افتراضياً، وحل المشكلات قبل بناء النموذج الفعلي.
وتستخدم Renault الذكاء الاصطناعي لرصد المخاطر المحتملة في سلسلة التوريد، ما ساعدها على تقليص زمن تسليم السيارات بنسبة 60%.
من هم مصمّمو السيارات الصينيّة؟
في سعيها لاقتحام الأسواق العالمية، أدركت صناعة السيارات الصينية أنّ التفوق لا يتحقق بتقليد التصاميم الغربية، بل بابتكار نماذج أصلية ذات طابع عصري، وفقا لموقع
Motor 1. بدأت الشركات الصينية في تقديم سيارات بخطوط تصميمية حديثة، كثيرٌ منها من توقيع مصمّمين غربيين مرموقين، من بينهم:
- فولفغانغ إيغر (BYD): صمم لأودي ولامبورغيني، وابتكر طرازات "Seal" و"Dolphin".
- كلاوس بيتشوف (Changan): مصمم "غولف" و"ID"، يشرف على "Avatr" و"Deepal".
- كريس توماسون (NIO): من "BMW" و"فورد"، صمم "EP9" و"ET7".
- ستيفان سيلاف (Geely): صمم "A1" و"A7" و"بنتلي"، ويقود تصميم "فولفو" و"Zeekr".
- بونتوس فونتيوس (GAC): مصمم سابق في "Volvo"، يدير مركز GAC في لوس أنجلوس.
- هينينغ كنوبفل (Dongfeng): يشرف على تصميم "eπ" و"Voyah".
- أندرو دايسون (GWM): مصمم "Touareg" و"Mokka"، مسؤول عن "Haval" و"ORA".
- جايلز تايلور (FAW): مصمم "XJ" و"Phantom"، يقود "Hongqi".
- ساجد عثمانسيفيتش (Chery): عمل في "Skoda" و"Ford"، صمم "Tiggo 11".
- رافيك فرّاق (Xpeng): من "PSA" و"هوندا"، صمم "Xpeng Aeroth".
- بنيامين باوم (Li Auto): مصمم "911"، يقود تصميم طرازات "L7" حتى "Mega".