إعلانات فيسبوك وإنستغرام تتغير… الـAI سيختار لك ما تشاهده
تستعد شركة "ميتا" لإحداث
تحول جذري في طريقة إنشاء الإعلانات على منصاتها، بحيث يمكن للمعلنين قريبا الاعتماد بالكامل على الذكاء الاصطناعي لتصميم وتوجيه الإعلانات، دون الحاجة لأي تدخل بشري تقريبا. ووفق مصادر مطلعة، فإن الشركة تخطط لتوفير هذه الإمكانية بشكل كامل بحلول نهاية العام المقبل.
الميزة الجديدة ستتيح للعلامات التجارية تقديم صورة المنتج فقط مع تحديد الميزانية المستهدفة، وسيتكفّل الذكاء الاصطناعي ببقية المهام: تصميم الإعلان، إنشاء الفيديو والنص، ثم تحديد الجمهور الأنسب على فيسبوك وإنستغرام وعرض توصيات مرتبطة بالميزانية.
الميزة لن تقف عند حدود التصميم، بل ستصل إلى تخصيص الإعلانات بناءً على موقع المستخدم، اهتماماته وسلوكه. فإذا كنت في منطقة جبلية، قد ترى سيارة تعبر طريقًا مكسوا بالثلج، بينما سيرى مستخدم آخر يعيش في مدينة الإعلان نفسه لكن في شارع مكتظ.
هذا النهج الجديد من "ميتا" يأتي ضمن رؤية الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ لتحويل الإعلانات إلى عملية مؤتمتة بالكامل، تديرها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الإعلانات تُعدّ العمود الفقري لإيرادات الشركة، إذ شكّلت أكثر من 97٪ من دخل "ميتا" في عام 2024، وتُستخدم لتمويل مشاريعها الضخمة في مجال الرقائق ومراكز البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
فرصة للشركات الصغيرة.. وقلق لدى الكبار
الشركات الصغيرة والمتوسطة قد تكون المستفيد الأكبر من هذه الطفرة التقنية، إذ تتيح لها أدوات الإعلان الجديدة الاستغناء عن فرق الإنتاج وتكاليف التصميم. في المقابل، تشعر بعض العلامات التجارية الكبرى بالقلق من فقدان السيطرة على الشكل النهائي للإعلان، ومن احتمال ألا ترقى الإعلانات الجديدة لمستوى الجودة البصرية والبشرية التي تعتمدها.
كما أن جودة الفيديو لا تزال موضع نقاش، إذ ترى بعض الشركات أن الإعلانات التي يُنتجها الذكاء الاصطناعي قد تكون مشوّهة أو غير قابلة للاستخدام دون تدخل بشري لتحسينها، وهو ما قد يتطلب وقتا وموارد إضافية.
إنتاج هذا النوع من الإعلانات يتطلب موارد حسابية هائلة، كما أن "ميتا" تعمل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة لكل علامة تجارية، ما يزيد من تعقيد العملية.
في الوقت نفسه، بدأت العديد من الشركات باستخدام أدوات خارجية مثل DALL·E وMidjourney لإنتاج الإعلانات، و"ميتا" تدرس حاليًا دمج هذه الأدوات في منصتها.
ورغم التحديات، تراهن "ميتا" على أن مستقبل الإعلانات سيكون مؤتمتًا بالكامل، بحيث تصبح تجربة الإعلان أقرب إلى محادثة بين الشركة والمنصة، فيما يتولى الذكاء الاصطناعي كل ما تبقى.