تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يهدد عرش الآيفون

نشر
Bouchra Kachoub
في خضم الابتكارات المتسارعة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا، يجد كبار المسؤولين في شركة "آبل" أنفسهم أمام واقع جديد قد يهدد ريادتها في سوق الأجهزة الإلكترونية، خاصة الهواتف الذكية التي انطلقت ثورتها مع أول إصدار لـ"آيفون" في صيف 2007.
التحدي هذه المرة لا يأتي من المنافسين التقليديين مثل "سامسونغ" أو "شاومي"، بل من تحالف غير متوقع يجمع بين شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" وشركة "أي أو"، IO، الناشئة، التي أسسها المصمم الشهير جوني آيف، أحد العقول التي صاغت هوية "آيفون" و"آبل ووتش" قبل مغادرته لها عام 2019.
الصفقة بين "أوبن إيه آي" و"أي أو" والبالغة 6.4 ملايين دولار، تهدف إلى تطوير جيل جديد من الأجهزة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وهو ما أثار قلقاً داخل "آبل"، عبّر عنه إيدي كيو، رئيس قسم الخدمات بالشركة، محذراً من إمكانية أن تحل هذه الأجهزة محل "آيفون" في غضون عقد من الزمن، وفقا لما نقلته شبكة سي إن بي سي.
وتعزز هذه الرؤية تصريحات المحلل المخضرم جين مانستر، الذي اعتبر في منشور على منصة إكس أن التحولات التكنولوجية الكبرى مثل الإنترنت والهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي لا تحدث إلا مرة واحدة في الجيل، مضيفاً أن "أوبن إيه آي" هي القوة المحركة التي تسعى لتحويل هذه الطفرات إلى واقع ملموس.

مصمم أجهزة "آبل" على أعتاب ثورة تكنولوجية جديدة

أثار الإعلان الذي كشف فيه المصمم الشهير جوني آيف عن شراكته مع شركة "أوبن إيه آي" صدمة داخل أروقة "آبل"، إذ أعلن عن اقترابه من إطلاق جيل جديد من الأجهزة الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة قد تعيد رسم ملامح السوق.
من جانبه، عبّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، عن حماسه الكبير للتعاون مع آيف، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى ابتكار فئة جديدة كليًا من الحواسيب الذكية التي توظف قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل جوهري.
وتعزز "أوبن إيه آي" هذا المسار من خلال الاستفادة من فريق تصميم مخضرم يتكون من 55 من قدامى المصممين في "آبل"، والذين أسسوا مع آيف شركة "آي أو"، في مسعى لتطوير مفاهيم جديدة كليًا في تصميم الأجهزة الذكية.
وتفيد صحيفة فاينانشال تايمز بأن المصمم آيف لن ينضم إلى للعمل مع "أوبن إيه آي"، وسيكتفي بدوره كمستشار ليستمر في إدارة شركته LoveFrom المتخصصة في الابتكار والتصميم الصناعي والتجارب الإبداعية.

لماذا تأخرت "آبل" في تطوير ذكائها الاصطناعي؟

رغم ما تتمتع به من مكانة ريادية في صناعة التكنولوجيا، لا تزال شركة "آبل" متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها، وهو ما كشفته تحقيقات نشرتها وكالة بلومبيرغ في تقرير حديث.
ووفقًا للتقرير، فإن التحديث المنتظر للمساعد الصوتي "سيري"، والذي كان من المقرر إطلاقه في أبريل 2025، لم يكن جاهزًا بالشكل المطلوب. فعندما اختبر كريغ فيديريغي، رئيس قسم البرمجيات، النسخة التجريبية على هاتفه، اكتشف أن العديد من الميزات التي رُوّج لها في مؤتمر المطوّرين لعام 2024 لم تكن تعمل أصلًا، وكان العرض مجرد فيديو نموذجي يصوّر ما كانت "آبل" تأمل أن تحققه، لا ما أنجزته فعليًا.
وفي حين ضخّت شركات مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" مليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فإن "آبل" أنفقت أقل بكثير على شراء وحدات المعالجة الرسومية اللازمة لتدريب نماذج اللغة الكبيرة، بل إن مديرها المالي السابق، لوكا مايستري، قيل إنه عطّل خطط فريق التعلم الآلي لشراء هذه المعدات بحجة أن ذلك لا يشكّل "استثمارًا فعّالًا" رغم السيولة الضخمة المتاحة للشركة.

آبل والذكاء الاصطناعي.. عندما يصبح الطرف الثالث جزءًا من المعادلة

في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، تتجه شركة "آبل" إلى فتح نماذج اللغة الكبيرة التي تقوم عليها ميزات "Apple Intelligence" أمام مطوري التطبيقات من الأطراف الثالثة، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ.
وبحسب المصادر، ستبدأ "آبل" بإتاحة النماذج الصغيرة التي تعمل على الأجهزة مباشرة من خلال حزمة أدوات تطوير برمجيات (SDK)، تسمح للمطورين باستخدامها ضمن تطبيقاتهم، على غرار واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الخاصة بـ"Gemini Nano" التي عرضتها "غوغل" في مؤتمرها السنوي بكاليفورنيا.
وتمكن بعض المطورين بالفعل من الوصول المحدود إلى ميزات "Apple Intelligence"، مثل أدوات الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تقدم تلخيصات وإعادة صياغة، أو دمج أداة "Image Playground" في تطبيقاتهم. إلا أن الحزمة الجديدة لن تتيح الوصول إلى النماذج السحابية الخاصة بـ"آبل" في المرحلة الأولى، ولن تؤثر كثيرًا على التطبيقات التي تستخدم نماذجها الخاصة، مثل "تشات جي بي تي" و"Grok" و"Anthropic"، بحسب The Verge.
ومن المتوقع أن تعلن "آبل" عن هذا التوجه رسميًا خلال مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) الذي ينطلق في 9 يونيو، وفقًا للصحافي مارك غورمان من "بلومبرغ"، الذي أشار إلى أن الشركة تعتزم جعل هذه الخطوة من أبرز محاور المؤتمر، إلى جانب التحديث الكبير المرتقب لمنصاتها "iOS" و"macOS" و"iPadOS" تحت اسم "Solarium"، الذي يُتوقع أن يوحد هذه الأنظمة ويجعلها أقرب إلى تجربة "Vision Pro".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة