كنيسة "نوتردام".. سجاد أحمر للزعماء والمشاهير

في 15 أبريل عام 2019، اشتعل الحريق بكنيسة نوتردام، وسط ذعر الفرنسيين الذين هرعوا لإنقاذ رمزهم التاريخي من الدمار، ونجحوا في السيطرة عليه لكن بعد أن خلّف خسائر جمة.

حريق الكنيسة الأثرية كان حديث العالم آنذاك، ونُقلت مشاهد الحريق عبر شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من التعاطف العالمي.

وتسبب الحريق في انهيار برج الكاتدرائية، كما سقط السقف، وكان الهيكل بأكمله مهددا وكذلك أبراج الأجراس الرئيسية، لكن ما تبقى نجا بأعجوبة من الدمار الهائل.

النيران ألحقت أضرارا بالغة بالجدران العليا ونوافذ الكنيسة، وأتلفت العديد من الأعمال الفنية والأثرية داخل نوتردام، خاصة القطع الخشبية والورقية والأشياء المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال.

ودفعت فرنسا بالمئات من رجال الإطفاء في الميدان، وطائرات لإخماد الحريق من الجو، في محاولة للسيطرة عليه سريعا قبل أن يفتك بما تبقى من الكنيسة، وفقا لما نشرته "بي بي سي" آنذاك.

قال ماكرون إن الحدث الذي "هز العالم" انتهى، وأن السبت، سيشهد احتفالا عالميا بإعادة افتتاح الكنيسة، معتبرا أن صدمة الحادث ستتحول اليوم إلى صدمة أمل.

وشهدت السنوات الخمس الماضية عملا شاقا لإعادة ترميم الكنيسة بفريق ضم آلاف الحرفيين الخبراء، من بنائين ومتخصصين في الترميم الأثري، وفناني الزجاج الملون والنجارين .

وشمل العمل إصلاح كل ما أتلفه الحريق، بالإضافة إلى استبدال الأشياء التي باتت غير قابلة للإصلاح، من أجل إعادة الكنيسة إلى حلتها السابقة قبل الحريق.

واستقبلت فرنسا تبرعات ضخمة من مختلف أنحاء العالم لمساعدتها في عمليات الترميم، وأعلن مكتب تجاوز المبلغ 840 مليون يورو، لم تُنفق كلها، إذ تم تخصيص المبلغ المتبقي لمزيد من الاستثمار في المبنى.

وأشاد الرئيس الفرنسي بجهود نحو ألفي شخص ساهموا في "ورشة القرن" كان من بينهم نحو 1300 على الأقل حاضرين خلال زيارته التفقدية قبل الافتتاح، بحسب الإليزيه.

ووجه ماكرون كلمته إلى العاملين بمختلف وظائفهم وأدوارهم في إعادة ترميم الكنيسة، وأشاد بدوره في تحويل "الفحم إلى فن"، وعلاج الجرح الوطني الذي كان يعتقد أنه مستحيلا.

وشكر الرئيس الفرنسي المتبرعين حول العالم بإرسال الأموال للمساهمة في إعادة الترميم، مضيفا: "لقد أظهرتهم للعالم أن لا شيء يمكنهم أن يقاوم الجرأة".

وتعتبر فرنسا أن حدث إعادة افتتاح كنيسة نوتردام، لا يقل عن حدث افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي، حيث وصف ماكرون الحدثين بأنهما "من دواعي فخر فرنسا".

نشر الإليزيه قائمة الزعماء المتوقع حضورهم مراسم إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، ليدخلوا إلى موقع الحدث على السجاد الأحمر، على طريقة مهرجانات السينما العالمية.

ووصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى باريس صباح السبت، لحضور الحفل، في أول زيارة خارجية له بعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 5 نوفمبر الماضي.

ولن يحضر الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن مراسم إعادة افتتاح الكنيسة.

وعقب لقاء ماكرون وترامب، سيلتقي الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط أنباء عن ترتيب لقاء آخر بين دونالد والرئيس الأوكراني.

كما سيحضر مراسم الافتتاح الأمير البريطاني ويليام، والعشرات من مسؤولي الحكومة الفرنسية، والشخصيات العامة والشهيرة، ضمن 1500 ضيف في الاحتفال الاستثنائي.

ويتجمع أبرز الحاضرين من قادة العالم والشخصيات المهمة، والمصلين، تحت السقف الزجاجي الملون في المساء للاحتفال، وهي لحظة نادرة من الوحدة على خلفية من الانقسامات والصراعات العالمية بحسب "أسوشيتد برس".