"إنتاج" و"Weekend".. أنماط جديدة للزواج في مصر

تتلخص فكرة "زواج الإنتاج" في أن يتفق رجل وامرأة على الزواج بصورة شرعية تماما، بهدف الإنجاب فقط، وعند قدوم المولود، يحدث الطلاق بينهما، ويتجه كل منهما في طريقه.

وعن هذا النوع الجديد من الزواج، تقول هبة عبدالعزيز: "مع الأسف الشديد، بدأ هذا النوع الانتشار، لكن السؤال الأهم، يجب أن نعرف لماذا تقدِم النساء والفتيات على هذا الاختيار؟".

وتشير الباحثة في شؤون المرأة إلى أن الأسباب الرئيسية وراء لجوء الأنثى إلى هذا النوع من الزواج، هي حاجتها الغريزية لأن تصبح أما، في وقت لا تطيق خلاله الانتظار حتى تجد الزوج المناسب.

ويعتمد "زواج الإنتاج" على المصلحة بين الطرفين، بأن يمنح كل منهما الآخر المولود الذي ينتظره، وفي أغلب الأحيان، تكون المرأة هي المعيلة للمولود، إذ تكون هي الطرف الأكثر إقداما على هذا النوع من الزواج، بحسب عبدالعزيز.

وتضيف: "أحيانا تكون الفتاة التي تتزوج لأول مرة لا تريد أن تكمل حياتها مع شخص لمجرد الإنجاب، وبالتالي يكون زواج الإنتاج خيارها الأفضل، للحصول على طفل، واستكمال حياتها معه، بدلا من شريك دائم للحياة".

وتؤكد الحقوقية النسوية على ضرورة أن ينظّم المجلس القومي للمرأة في مصر حملات توعية ضد مثل هذا النوع من الزواج تحديدا، موضحة: "يخلق نوعا من العوار في المجتمع، فالطبيعي أن تتكون الأسرة من أب وأم وطفل".

من بين أنماط الزواج الجديدة في مصر، ما يعرف باسم "زواج الويك إند"، الذي يعتمد على ما يمكن القول بأنه زواج جزئي، إذ يمارس الرجل والمرأة حياتهما الطبيعية كأنهما غير متزوجين، كلٌّ منهما في بيت مختلف عن الآخر، ثم يجتمعان في بيت الزوجية نهاية الأسبوع فقط.

وعن هذا النوع، تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية، نانسي صميدة، في حديث لصحيفة "الأهرام" الحكومية: "هذا الزواج علاقة صحية، أعززها وأشجعها تماما، وليس به أي شبهة ضد الشرع أو التقاليد، كما أنه أفضل من العلاقات غير الشرعية".

وأضافت نانسي: "يحافظ زواج (البارت تايم) على نفسية الأولاد الذين لا يريدون للأب أو الأم خوض تجربة زواج أخرى، ودخول شخص جديد إلى منزلهم".

ومن جانبه، قال أمين الفتوى ومدير مركز الإرشاد الزوجي في دار الإفتاء المصرية، عمرو الورداني، إن زواج "الويك إند"، الذي وصفه بزواج المناسبات أيضا، يختزل الزواج في "إشباع الشهوة" فقط.

وأشار الورداني إلى ضرورة أن يجلس الرجل وزوجته للحديث يوميا ولو لنصف ساعة، حتى يتعرف كل منهما على الآخر بشكل أفضل، ويتشاركا معا في بناء الأسرة.

يرى الورداني أن الأسباب الرئيسية للإقبال على زواج "الويك إند"، تعود إلى تجارب فاشلة سابقة، ورغبة الطرفين في الهروب من المسؤولية التي يجلبها الزواج.

ويعتبر الورداني كذلك أن فشل العلاقات السابقة بسبب الطموح الزائد، والطموح نفسه في عيش حياة مثالية في التجربة الجديدة، يكونان سببا مباشرا في اختيار هذا النوع من الزواج.

أما ظاهرة "زواج الإنتاج" وانتشارها تدريجيا، فتقول هبة عبدالعزيز إن أسبابها بخلاف إشباع غريزة الإنجاب، هي غياب الوعي عند الطرفين، خاصة الأنثى.

وتوضح عبدالعزيز: "يجب أن تسهم المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في توعية البنات والفتيات بشأن أدوارهن في المجتمع، وضرورة أن يبتعدن عن أي مغريات تحت مسميات رنانة؛ مثل (سنغل مازر أو سترونغ إندبندنت وومن)".

وتشير هبة إلى أن تشجيع الفتيات منذ الصغر على ضرورة الاستقلال، وعيش حياتهن بمفردهن، يؤدي في النهاية إلى تجربة "زواج الإنتاج"، إذ تسعى إلى زواج مؤقت لأجل الإنجاب فقط، ثم تستقل بحياتها مرة أخرى مع مولودها.

وطالبت الحقوقية المصرية بأن تُفعل مؤسسات المجتمع المدني، والمجلس القومي للمرأة على وجه الخصوص، حملات التوعية للفتيات، مضيفة: "لن يكون هناك زواج إنتاج أو أنماط جديدة للزواج، تختلف عن المتعارف عليه، إذا عرفت الفتيات أدوارهن وأهميتهن في المجتمع".