"تريند الأهرامات".. عرض مستمر في مصر

قالت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر فبراير الماضي، إن مصر بصدد تنفيذ مشروع تاريخي غير مسبوق في الأهرامات، لإعادة ترميمها.

وأشارت التقارير وقتها إلى البدء بهرم الملك "منكاو رع" أصغر الأهرامات الـ3 الكبرى، والعمل على ترميمه بالشكل الذي كان عليه وقت البناء، ومنحه طبقة خارجية من الجير.

وانتشرت صورا لبلاط على الأجزاء السفلية من الهرم الأصغر، لتثير غضبا واسعا قبل أن يتبين أنها مفبركة، الأمر الذي استدعى وزارة السياحة للإعلان عن عدم تنفيذ المشروع لاحقا.

وعلق مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر على الأخبار المنتشرة قائلا: "مصطلح تبليط الهرم غير أثري بالمرة، لن يحدث ذلك على الإطلاق".

وأكد وزيري أن الهدف الأول من الدراسات التي أجريت على الهرم الأصغر تحدث لأغراض علمية، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج إلى عام كامل، مستبعدا أن تكون عملية الترميم شاملة لكساء الهرم بأي طبقة.

وقبل أيام، تجددت المخاوف حول مصير الأهرامات بعد انتشار مقطع مصور لأحد العمال يقوم بالتكسير بين أحجار الهرم، ليحقق الفيديو ضجة جديدة في مصر.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أن المقطع المتداول ليس كما فُهم، وأن ما يحدث كان عبارة عن تكسير مواد بناء حديثة أضيفت منذ عقود ضمن شبكة الإنارة في هرم خوفو الأكبر.

وذكرت الوزارة المصرية أنها ستواصل العمل على تجديد شبكة الإضاءة داخل الهرم الأكبر، ما يتطلب تكسير مواد البناء الحديث واستخراج الأسلاك القديمة المدفونة بين أحجار الهرم.

ولم تكشف وزارة السياحة عن أي عمليات حديثة أخرى لترميم الأهرامات، مكتفية بتوضيح العمل على تجديد إنارة هرم الملك خوفو، الأكبر في مصر والعالم.

كشفت مصر في أكتوبر الماضي، عن تقدم كبير في عملية استكشاف الهرم الأكبر، الذي يُتوقع أن يقدم للبلاد أعظم كشف أثري في التاريخ، والذي ربما يفوق كشف توت عنخ آمون الأكبر والأشهر على الإطلاق.

ويقود عالم المصريات الشهير زاهي حواس، عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف داخل الهرم الأكبر، ليؤكد في حديث سابق له الشهر الماضي، اكتشاف تجويفات يمكن أن تقود إلى كنوز الملك خوفو.

وأضاف حواس: "الأبحاث والدراسات الجديدة تُجرى باستخدام أجهزة متطورة نجحت في الكشف عن فراغات وتجويفات غير مكتشفة من قبل داخل الهرم الأكبر".

وأشار حواس إلى أهمية الفراغات الجديدة التي قد تقوده وفريقه إلى غرفة الدفن الحقيقية للملك خوفو التي لم يعثر عليها، وإذا حدث ذلك ستكون في كامل بهائها وبآلاف القطع الآثرية الذهبية.

وتوقع حواس أن يقود الكشف المرتقب إلى سر بناء الأهرامات، وهو اللغز الذي يُحير العالم، رغم وجود الكثير من الفرضيات والتحليلات التي تظل كلها افتراضات ليس لها أي أدلة.

ويثير هرم خوفو اهتمام المستكشفين ودارسي علم المصريات، بسبب عدم اكتشاف أي آثار للملك صاحب أكبر أهرامات مصر، باستثناء تمثال صغير طوله ٦ سم فقط، ما يعني أن كنوز خوفو ما زالت مختبئة في مكان ما.

شعر سكان ورواد المناطق السكنية المحيطة بالأهرامات، وتحديدا حدائق الأهرام وحدائق أكتوبر والرماية والمريوطية، بأصوات تشبه الانفجارات بعد منتصف الليل خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يكتشفوا أنها أصوات حفل موسيقي صاخب في الأهرامات.

ونُظم حفل circoloco في منطقة الأهرامات، الجمعة ١٥ نوفمبر، بمكبرات صوت جعلت الموسيقى مسموعة على مدى أكثر من ٥ كيلومترات، ومع سكون ما بعد منتصف الليل ارتفع صوت الموسيقى ليصل أماكن أبعد حتى مطلع الفجر.

الحفل استمر حتى الثالثة فجرا، ما جعل سكان المناطق المجاورة ينتقدون الأمر عبر منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات المدن السكنية، إذ كانت مكبرات الصوت شديدة القوة وتطلق الموسيقى في بعض مواضعها مثل الانفجارات.

وتكررت حفلات الأهرامات لأيام عدة، بالموسيقى الصاخبة عينها، ما جعل البعض يتساءل حول إمكانية تأثير ذلك على الآثار في المنطقة، وعلى الأهرامات ذاتها.

وبخلاف حفلات الموسيقى، قام العديد من الفنانين العرب والأجانب بإقامة حفلات غنائية في منطقة الأهرامات، حيث باتت مسرحا مثاليا وشاسع المساحة لمثل هذا النوع من الحفلات التي تستهدف آلاف الجماهير.