أمن‎

بنادق أميركية للبيع عبر واتساب و"منشورات ماسك".. والتاجر حوثي

نشر
blinx
كشف تقرير أن تجار أسلحة مرتبطين بجماعة الحوثي في اليمن يديرون منذ سنوات متاجر سلاح علنية على منصتي "إكس" و"واتساب"، ويعرضون فيها أسلحة بعضها أميركي الصنع، في خرق واضح لسياسات الشركتين وتجاهل لتحذيرات الخبراء من تصاعد التهريب الإلكتروني، بحسب صحيفة "الغارديان".
وأفاد مشروع الشفافية التقنية (TTP)، وهو منظمة أميركية تراقب ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى، بأن العشرات من الحسابات اليمنية على "إكس" و"واتساب بزنس" تروج لبنادق هجومية وقاذفات قنابل ومعدات عسكرية، بعضها يحمل علامات مثل: "ممتلكات الحكومة الأميركية" و"ناتو".
كما يُرجّح أن تكون وجهتها جماعات مسلحة أخرى نظراً لأسعارها المرتفعة التي بلغت في بعض الحالات 10 آلاف دولار للبندقية الواحدة.

شعارات حوثية ومعدات أميركية

التقرير أشار إلى أن أكثر من نصف هذه الحسابات حددت موقعها في صنعاء، العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتداولت بشكل دوري محتوى مؤيداً للجماعة المدعومة من إيران. كما ظهرت شعارات حوثية، مثل "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل"، على صناديق الأسلحة المعروضة.
في إحدى الحالات، نشر تاجر سلاح مقطع فيديو يُظهر بندقية أميركية من طراز M249 SAW، وهو سلاح رشاش خفيف يُستخدم من قبل الجيش الأميركي، بينما عرض حساب آخر مسدس "غلوك" ذهبي مغلف بصور لرموز أميركية مثل تمثال لنكولن ومبنى البيت الأبيض.

خدمات مدفوعة.. ومنشورات ماسك

المفارقة أن العديد من هؤلاء التجار استخدموا خدمات "إكس بريميوم" و"واتساب بزنس"، وهما خدمتان مدفوعتان يُفترض أنهما تخضعان لرقابة أعلى، بل إن بعضهم تفاعل مع منشورات لإيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، معلنين عن أسلحتهم تحت مقاطع فيديو نشرها ماسك لنفسه وهو يطلق النار.
وفي إحدى المنشورات، ظهر إعلان لملحقات سيارات "تسلا" أسفل صورة لبندقية أميركية معروضة للبيع، ما يشير إلى احتمال أن تكون "إكس" قد جنت أرباحاً من المحتوى المرتبط بالاتجار بالسلاح.
وتعليقاً على ذلك، قالت مديرة مشروع TTP كايتي بول: "كلا المنصتين تملكان سياسات تحظر بيع الأسلحة، لكنهما تسمحان لتجار مرتبطين بجماعة مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة بالاتجار العلني، بل وربما تجنيان الأرباح من ذلك، ما يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي".

"واتساب" ترد وتحظر حسابات

من جانبها، أكدت "واتساب" أنها تراجع حسابات الأعمال والصور المدرجة في "الكتالوغ"، لكنها لم توضح كيف تسلل هذا الكم من الحسابات التي تعرّف نفسها كتجار سلاح، وبعد تواصل صحيفة "الغارديان" معها، حظرت المنصة حسابين، مؤكدة أنها لا تجني أرباحاً من هذا النوع من النشاطات.
أما "إكس"، فرفضت التعليق على نتائج التقرير، رغم أن سياساتها تحظر استخدام منصاتها للترويج لأنشطة الجماعات الإرهابية أو الاشتراك في خدماتها المدفوعة.

تهريب منظم.. ودور إيراني

يرجح خبراء أن تكون بعض هذه الأسلحة من مخزونات الجيش اليمني التي استولى عليها الحوثيون عام 2014، لكن التقرير يلفت إلى وجود أسلحة حديثة موجّهة للمدنيين وليس للعسكريين، ما يشير إلى شبكات تهريب أكثر تطوراً، بحسب "الغارديان".
وأوضح تيمور خان، مدير عمليات الخليج في "مركز أبحاث تسليح النزاعات"، أن بعض هذه الأسلحة ربما وصلت بدعم مباشر من إيران. وأضاف: "الأسلحة المعروضة تمثل جميع المسارات المحتملة لتهريب السلاح إلى اليمن، سواء من ترسانات أميركية أو عبر دعم إيراني مباشر".
وفي وقت سابق هذا العام، فرضت واشنطن عقوبات على شبكة حوثية قالت إنها اشترت أسلحة روسية بملايين الدولارات بمساعدة الحرس الثوري الإيراني.

إهمال الرقابة.. ونتائج خطيرة

يأتي هذا الكشف في وقت تعاني فيه منصتا "إكس" و"ميتا" من تقليص موظفي الأمان والرقابة، بعد تسريحات طالت الآلاف، في ظل تراجع الالتزام بضوابط المحتوى. ويخلص تقرير "الغارديان" إلى أن معظم حسابات تجار السلاح المرتبطين بالحوثيين أُنشئت بعد تلك التسريحات، ما يُظهر تقاعساً متعمداً عن مراقبة المخاطر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة