قتل بأمر من الأسد.. مسؤول سوري سابق يكشف مصير أوستن تايس
كشف مسؤول أمني سوري كبير سابق في نظام بشار الأسد، أن الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختُطف في سوريا منذ ما يربو على 12 عاما، قُتل عام 2013 بناء على أوامر الأسد شخصيا.
وقال بسام الحسن، مستشار الأسد للشؤون الاستراتيجية لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي حقق معه في العاصمة اللبنانية بيروت، إن الصحفي الأميركي قُتل عام 2013 بناء على أوامر الأسد، في رواية لم تؤكدها الولايات المتحدة، لكنها تمثل المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير في نظام الأسد إلى مسؤولين أميركيين حول مصير تايس، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وتُجري الحكومة الأميركية تحقيقًا في مزاعم بسام الحسن، وفقًا لمسؤولين أميركيين وأشخاص آخرين مطلعين على الأمر، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية الأمر.
وأجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) مقابلةً مع حسن في بيروت على مدار عدة أيام في أبريل.
ولم يُعلق مكتب التحقيقات الفيدرالي على الأمر، مُشيرًا إلى استمرار التحقيق، وقال إنه لا يزال "مُصرًا على تحديد مكان الرهائن وإعادتهم إلى ديارهم أو إعادة رفاتهم إلى عائلاتهم".
ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق.
الحسن، الذي فرضت عليه الحكومة الأميركية عقوبات عام 2014 لارتباطه بالأسلحة الكيميائية السورية، أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي بحضور مسؤولين لبنانيين أن الأسد أمره بقتل تايس، وأنه حاول ثنيه دون جدوى، وفقًا لمسؤولين أميركيين وشخص آخر مُطلع على الأمر.
وقال إنه قتل تايس على يد أحد مساعديه، وأن ذلك حدث عام 2013، وفقًا للمسؤولين والأشخاص المُطلعين على الأمر.
وأضافوا أن الأمر صدر في وقت ما بعد هروب تايس لفترة وجيزة من زنزانته في السجن.
وقال الحسن إنه نصح الأسد بأن تايس، الذي كانت محنته موضع قلق البيت الأبيض، يمكن استخدامه كوسيلة ضغط على الولايات المتحدة، وأن قيمته حيًا أكثر من ميتًا، وفقًا للمسؤولين وشخص مطلع على الأمر.
ورفض مارك تايس، والد أوستن تايس، خلال مقابلة مع "واشنطن بوست" هذه التطورات بشأن مصير ابنه، قائلا: "الحسن قاتل جماعي أنكر العديد من الأفعال التي عُرف أنه ارتكبها، لا أعتبر أقواله حقيقةً أو أعتبرها أكثر من مجرد جهدٍ منه لحماية نفسه".
وأبلغ عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والدي تايس، مارك وديبرا، في أبريل بأنهم أجروا مقابلةً مع الحسن، وقدموا لهما ملخصًا للحوار، وفقًا لعائلة تايس.
وفي أوائل مايو، سافرت ديبرا تايس إلى بيروت على أمل لقاء حسن. وقالت: "أردت التحدث إليه كأم، وليس كمحقق". لكن اللقاء لم يُعقد.
واختفى تايس، الذي كان نقيبًا سابقًا في مشاة البحرية وصحفيًا مستقلًا لصحيفة "واشنطن بوست" خلال السنوات الأولى من الحرب الأهلية في سوريا، وكان يبلغ من العمر 31 عامًا آنذاك، في أغسطس 2012 بالقرب من دمشق.
ومنذ ذلك الحين، عملت عائلته جاهدة للعثور عليه وإعادته إلى الوطن. وقد جعل الرؤساء باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن عودة تايس أولوية قصوى، إلا أن الحكومة السورية السابقة عرقلت عودته، ولم تعترف أبدًا باحتجازه أو تقديم دليل على أنه على قيد الحياة، وتجنبت حتى ذكر اسمه، وفقًا لمسؤولين أميركيين.