"وصية غير مكتملة".. مشاهد حزينة لضحايا الطائرة الكورية
كشفت السلطات في كوريا الجنوبية عن تفاصيل جديدة تتعلق بالطائرة التي تحطمت عندما كانت تحاول الهبوط اضطراريا في مطار موان الدولي.
وكانت الرحلة رقم 2216 لخطوط "جيجو" تقل 181 شخصا، ولم ينج منها سوى راكبين اثنين كانا من أفراد الطاقم، بعد تأكيد وفاة 179 شخصا.
واصطدمت الطائرة وهي من طراز "بوينغ 737-8 إيه إس" بسياج أثناء محاولة الهبوط الاضطراري، لتشتعل فيها النيران، وتقع الكارثة التي حصدت أرواح العشرات.
وفي مطار موان الدولي بكوريا الجنوبية، عرضت الشاشات أسماء الركاب الذين نجحت السلطات في انتشال جثثهم بالكامل، بدلا من عرض مواعيد الرحلات وتفاصيلها.
ونشرت السلطات الكورية الجنوبية تفاصيل الركاب وأعمارهم السنية، وبياناتهم، إذ كان من بين الركاب ١٧٣ مواطنا كوريا في رحلة العودة إلى بلادهم، واثنين من تايلاند، بالإضافة إلى ٦ أفراد ضمن طاقم الطائرة.
أثناء إعلان أسماء الضحايا وأعمارهم، عم النحيب والصراخ المطار المكون من طابقين في كوريا الجنوبية، عندما ذكر اسم طفل يبلغ ٣ سنوات ضمن القتلى.
وكشفت بيانات الركاب أن أكبر الضحايا على الطائرة كان عمره ٧٨ عاما، مع وجود ٥ أطفال دون العاشرة من بين القتلى.
وقالت سيدة تبلغ ٦٥ عاما، تدعى "جو" في حديث مع وكالة فرانس برس إن شقيقتها الصغرى "صعدت إلى السماء" مشيرة إلى أنها من بين ضحايا الطائرة.
وقالت السيدة "جو" إن شقيقتها كانت تمضي عطلة مع أصدقائها في بانكوك، قبل أن تلقى مصيرها في كارثة الطائرة الكورية.
وقال رجل آخر متقدم في العمر، خلال انتظاره داخل المطار الذي تحول إلى ما يشبه صالة العزاء الكبرى: "كان ابني من بين الركاب، وأنتظر للتعرف على جثته".
لكن كان هناك مئات الأقارب الذين عجزوا عن الكلام، وانتظروا معرفة مصير أحبائهم للتعرف على جثثهم، بعد تأكيد وفاة كل الركاب.
وكشف ابن أحد الركاب الذين قتلوا في حادث الطائرة، تلقيه رسالة من والده قبل التحطم بقليل عندما بدأت محاولات الهبوط الاضطراري.
وقال الابن إن والده أرسله رسالة عبر تطبيق الدردشة "كاكاو توك" وقال له: "انتظر، علق طائر في الجناح، ولا نستطيع الهبوط الآن، هل لي أن أترك وصية؟".
رسالة الأب كانت قد وصلت في تمام الساعة ٩:٠١، ورد الابن في رسالة تم استلامها في تمام الساعة ٩:٣٧ ليسأل والده :"لماذا لا يمكنني الاتصال بك"، لكن الرسالة لم تُقرأ.
وتفاعل المجتمع الكوري الجنوبي مع أكثر الحوادث المروعة لشركات الطيران المحلية من ناحية أعداد القتلى، باهتمام كبير.
وقررت الاتحادات الرياضية المختلفة بتنظيم دقيقة حداد قبل الفعاليات الرياضية، وهو ما حدث بالفعل في أول مباريات للكرة الطائرة وكرة السلة.
وألغت القنوات المحلية برامجها، والتي كان من بينها عروض فكاهية وحفلات لتوزيع جوائز نهاية العام، وتحولت إلى متابعة المستجدات وأخبار وقصص عن الضحايا، وجديد التحقيقات التي ما زالت مستمرة حول أسباب التحطم.
وجاء الحادث ليبعثر الأجندة السياسية في كوريا الجنوبية، بعد عزل الرئيس يون سوك يول، بعد محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد.
وكان رئيس البلاد بالوكالة قد عُزل أيضا الجمعة ٢٧ ديسمبر، ليحل وزير المالية شوي سانغ موك بدلا منه، وسط حراك سياسي كبير.
وتحدثت مجموعات مدنية عن التفكير في تغيير أجندتها خلال الأيام المقبلة، وتأجيل تجمعات كانت تسعى لتنظيمها على خلفية الأزمة السياسية بسبب حادث الطائرة.