علوم

"عقول رقمية" تتصدّى للعواصف قبل أن تضرب الأرض

نشر
AFP
تشهد هيئات الأرصاد الجوية تحولًا جذريًا في طرق التنبؤ بالكوارث المناخية، مع تعويل متزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة التوقعات وتقليل الطاقة المطلوبة لإنتاجها. هذا التوجه يأتي في ظل تزايد موجات الحر والعواصف، وسط تحديات التغير المناخي.
بعد بداية واعدة في 2023 مع نموذج من شركة "هواوي"، دخلت شركتا "غوغل" و"مايكروسوفت" السباق بأدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إنتاج توقعات تفوق دقة النماذج التقليدية، وفي وقت أقصر بكثير. ورغم أن هذه الأدوات ما تزال غير متاحة للعامة، فإن نتائجها توحي بقفزة نوعية قريبة.
"غوغل" كشفت أن نموذجها "جين كاست"، المدرب على بيانات أرشيفية، نجح في توقع الكوارث بدقة وصلت إلى 97% مقارنة بالمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى. كما طورت "مايكروسوفت" نموذجًا يُدعى "أورورا"، تمكن من التنبؤ بمسار إعصار "دوكسوري" قبل 4 أيام من وصوله إلى الفلبين، متفوقًا على 7 مراكز حكومية.

نماذج أكثر دقة وأقل تكلفة

هذه النماذج تعتمد على شبكات عصبية تتعلم من البيانات ولا تعيد احتساب كل المتغيرات الفيزيائية كما تفعل النماذج التقليدية، ما يجعلها أسرع وأقل استهلاكًا للطاقة. تقول الباحثة في "ميتيو فرانس"، لور راينو، إن الذكاء الاصطناعي سيمكن من إنتاج توقعات أدق وأكثر تكرارًا، خصوصًا للعواصف التي يصعب التنبؤ بها.
في المقابل، تستمر النماذج التقليدية في تقديم خدماتها، لكنها تستهلك وقتًا وطاقة أكبر، وتعتمد على قوانين الفيزياء ومعادلات رياضية معقدة. ومع ذلك، فإن العديد من الهيئات، مثل المركز الأوروبي للتنبؤات، تطور نسخًا هجينة تستفيد من مزايا الذكاء الاصطناعي دون الاستغناء عن الخبرة البشرية.

الإنسان لن يخرج من المعادلة

رغم تفوق الذكاء الاصطناعي في سرعة ودقة التوقع، يؤكد الخبراء أن العنصر البشري سيبقى ضروريًا. تقول فلورنس رابيه، المديرة العامة للمركز الأوروبي للتنبؤات: "عندما يتعلق الأمر بحماية الأرواح والممتلكات، لا يمكننا الاستغناء عن الخبرة البشرية".
ومع تسارع الابتكارات، يبدو أن التنبؤات الجوية في المستقبل القريب ستكون أكثر دقة، وأقل كلفة، بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يضع العالم أمام جيل جديد من الإنذار المبكر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة