رهائن وجوع ومفاوضات مجمدة.. لماذا علق نتنياهو القرار في غزة؟

في ظل مشهد إنساني متدهور ومفاوضات متعثرة، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتخاذ قرار بشأن مستقبل العمليات العسكرية في غزة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع لشبكة سي إن إن.

هذا التريث يأتي في وقت يُظهر تسجيل مصور جديد، بثّته حماس، أحد المختطفين الإسرائيليين في حالة صحية متدهورة، ما فجّر موجة غضب داخل إسرائيل، وأعاد الملف الإنساني إلى الواجهة كعنصر ضاغط في ملف الرهائن.

ومع انقسام الحكومة الإسرائيلية حول الخيار العسكري الأنسب إذا فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار، تزداد الضغوط على مختلف الأطراف وسط مجاعة حادة طالت أكثر من مليوني إنسان، ونداءات استغاثة من عائلات المختطفين لتجديد المحادثات.

أفاد مصدر مطلع لشبكة CNN أن نتنياهو أرجأ اتخاذ القرار بشأن الخطوات المقبلة في غزة، والذي كان متوقعًا هذا الأسبوع، في ظل استمرار الخلافات داخل الحكومة بشأن الخيارات المطروحة، مثل تطويق مدينة غزة أو "غزوها" بالكامل، مع تباين المواقف بين الوزراء حول المسار الأفضل.

قالت حماس في بيان إنها مستعدة "للانخراط فورًا في المفاوضات" حال وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنهاء المجاعة، مؤكدة أن استمرار التفاوض وسط الجوع يفقده جوهره.

فيما حمّل مبعوث واشنطن، ستيف ويتكوف، الحركة مسؤولية التعثر، متهمًا إياها بالتفاوض بسوء نية، وفق ما نقلت سي إن إن.

ومع انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة، أبدت إسرائيل استعدادها للعودة إذا غيّرت حماس موقفها.

أكدت الأمم المتحدة أن سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 900 ألف طفل يعانون من الجوع، و70 ألفًا تظهر عليهم علامات سوء التغذية، حسب ما ورد في تقرير سي إن إن.

نشرت حماس، مساء الجمعة، تسجيلًا مصورًا يظهر فيه المختطف الإسرائيلي، أفيتار دافيد، في حالة جسدية متدهورة، بعد أكثر من 665 يومًا على احتجازه في غزة، وفق القناة 12 الإسرائيلية.

ظهر أفيتار في الفيديو وهو يناشد بتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، فيما أثار التسجيل موجة غضب في إسرائيل، حيث اتهمت عائلات المختطفين حماس باستخدام الرهائن كورقة ضغط إنساني.

نشرت شقيقة أفيتار، ياعيله دافيد، رسالة عبر إنستغرام دعت فيها إلى عدم تداول الفيديو، مشيرة إلى أن الحالة الجسدية لأخيها "كانت بمثابة مليون لكمة في القلب"، بحسب ما نقلته "واللا" و"معاريف".

كما وصفت عيديت أهيل، والدة المختطف ألون أهيل، الفيديو بأنه "صرخة استغاثة"، مطالبة الحكومة الإسرائيلية والمبعوث الأميركي بتجديد المفاوضات فورًا.