القراءة الإسرائيلية لرد حماس.. "تحسّن نسبي وفجوات عميقة"
سلّمت حركة حماس ردًّا جديدًا على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، وُصف إسرائيليًا بأنه "أفضل من سابقه"، لكنه لا يزال مثقلاً بالفجوات.
وبين دراسة الردّ وتحذيرات الوسطاء، لا تزال المفاوضات تراوح مكانها، في وقت يرتفع عدد القتلى المدنيين ويشتدّ الجوع في قطاع غزة.
ردّ جديد من حماس... وتحسّن محدود
أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، صباح الخميس، أن الفريق التفاوضي الإسرائيلي تسلّم عبر الوسطاء القطريين والمصريين ردّ حركة حماس المحدث على مقترح وقف إطلاق النار.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الردّ بأنه "أفضل من الردّ السابق"، مشيرين إلى أن "هناك ما يمكن العمل عليه"، وفق ما نقلته جيروزاليم بوست والقناة 12 الإسرائيلية.
وكان الوسطاء قد رفضوا الردّ الأول الذي قدّمته حماس في اجتماع سابق في الدوحة، واعتبروه "غير جدي"، وطالبوها بتقديم ردّ جديد "أكثر صلة"، بحسب ما أكدت وكالة أسوشيتد برس ومصادر إسرائيلية.
فجوات جوهرية تمنع التقدّم السريع
رغم ما وُصف بالتحسّن، كشف مصدر مطّلع على المفاوضات للقناة ١٢ الإسرائيلية أن الفجوات لا تزال كبيرة، وتتمحور حول شروط الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين، وخطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة خلال فترة التهدئة المقترحة التي تمتد لـ60 يومًا.
وبحسب القناة 12، تحاول إسرائيل الآن فهم ما يمكن قبوله وما يجب رفضه من مطالب حماس، وسط تعقيد وتفصيل كبيرين في الردّ الأخير، مما قد يتطلب ردًا إسرائيليًا مطولًا بدوره.
أفادت القناة 12 أن حركة حماس قدّمت في ردّها المحدّث سلسلة مطالب أبرزها:
- إدخال المساعدات الإنسانية بإشراف الأمم المتحدة فقط، ومن دون تدخل أميركي.
- تقليص المنطقة العازلة التي تطالب بها إسرائيل.
- إطلاق عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين مقابل كل رهينة إسرائيلية.
- الحصول على ضمانات حاسمة لإنهاء الحرب.
- السماح بعودة سكان غزة إلى القطاع عبر معبر رفح.
الوسطاء يضغطون.. والخسائر تتزايد
وفقًا لمصادر جيروزاليم بوست، عبّر الوسطاء عن استيائهم من مماطلة حماس، وقالوا لممثليها في الدوحة: "إذا لم تعودوا بردّ جدي، ستكون مشكلتكم معنا نحن، الوسطاء". ورفضوا نقل الردّ الأول إلى إسرائيل، واعتبروا أن "حماس تضيّع الوقت".
وانتقد المبعوث الفلسطيني- الأميركي للرئيس، دونالد ترامب، بشارة بحبح، سلوك حماس، قائلاً إن التأخير يكلّف الفلسطينيين عشرات القتلى يوميًا، مشددًا على أنّ "كفى مماطلة وسفكًا للدماء. يجب المضي نحو اتفاق تحت ضمانات أميركية".
لقاء محتمل بين ديرمر وويتكوف
من المقرر، بحسب القناة 12، أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مع المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، خلال 48 ساعة في إيطاليا، إذا ما تبيّن أن الفجوات قد ضاقت. وتُخطط الولايات المتحدة لتوسيع جهود الوساطة عبر جولة أوروبية يجريها ويتكوف بهدف دفع المفاوضات إلى الأمام.
بيان حماس: مستمرون لإنهاء الحرب
في المقابل، أعلنت حركة حماس في بيان رسمي أنها سلّمت ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية إلى الوسطاء القطريين والمصريين، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.