بين الخرائط والمجاعة.. هل تقترب صفقة غزة من خط النهاية؟
بينما تواصل إسرائيل وحماس محادثات غير مباشرة في الدوحة منذ 6 يوليو، يترقّب الوسطاء الدوليون ردّ الحركة على مقترح صفقة جديدة تشمل وقف إطلاق النار وتبادلًا للأسرى، في وقت تضغط الولايات المتحدة لدفع الجانبين نحو تفاهم نهائي.
المبعوث الأميركي، ستيف وايتكوف، يستعد للقاء مسؤولين كبار من قطر وإسرائيل في روما، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا إيجابيًا على اقتراب التوصل إلى اتفاق، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
الفجوات مستمرة رغم التفاؤل الحذر
ما زالت بعض الخلافات التقنية تقف عائقًا أمام إتمام الاتفاق، أبرزها حجم المنطقة العازلة، إذ تطالب إسرائيل بعمق يصل إلى 1200 متر، فيما تقترح حماس 800 متر فقط.
كما تبرز خلافات بشأن معايير إطلاق سراح الأسرى وتوزيع المساعدات الإنسانية، وفق تقديرات نقلتها القناة 12.
ويُتوقع أن يشمل الاتفاق الإسرائيلي المقترح إطلاق سراح 125 معتقلا محكومًا بالمؤبد، وأكثر من 1100 معتقل بعد 7 أكتوبر.
في المقابل، يضغط الوضع الإنساني المتدهور على الأرض، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من شبح المجاعة، بحسب تقارير الأمم المتحدة وفرانس برس.
وأكدت الأخيرة مقتل أكثر من ألف فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية.
كما سجّلت وفاة 21 طفلًا بسبب سوء التغذية. وتحدّثت أكثر من ١٠٠ منظمة غير حكومية عن خطر "مجاعة جماعية" إذا لم تُفتح المعابر البرية لتسهيل تدفّق المساعدات.
المفاوضات.. تقدم تقني وتعقيد سياسي
ورغم تقدّم المفاوضات من الناحية التقنية، إلا أن مصادر دبلوماسية وغربية ترى، في حديث لفرانس برس، أن المحادثات تقترب من طريق مسدود عمليًا، إذ تُركّز حاليًا على صفقة تبادل أسرى من دون اتفاق حقيقي على وقف دائم للقتال.
وتُصرّ حماس على أنّ أي اتفاق يجب أن يتضمّن إنهاءً كاملًا للحرب وانسحابًا إسرائيليًا، وهو ما ترفضه إسرائيل، بحسب فرانس برس.
رسائل البيت الأبيض.. تقدموا أو نخسر الصفقة
واشنطن، من جانبها، أوضحت عبر المبعوث وايتكوف أنها لن تنضم إلى مفاوضات الدوحة ما لم تكن الصفقة قريبة من التبلور.
وقالت القناة 12 إن رسالة صارمة نُقلت إلى حماس: "إما أن تتقدّموا بسرعة أو سنتراجع عن الضمانات التي قدمناها".
ويُنتظر أن يُناقش وايتكوف أيضًا إنشاء ممر إنساني، على أن يتوجّه لاحقًا إلى الدوحة إذا تم إحراز تقدم حاسم في روما.