الترسانات النووية في 2025.. تراجع نسبي يُخفي سباق تسلّح جديد
بالرغم من التقدّم المُحرَز في تقليص الترسانات النووية منذ نهاية الحرب الباردة، إلا أنّ العدد الإجمالي للرؤوس النووية في العالم لا يزال عند مستوى مرتفع للغاية، إذ يقدر
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام امتلاك تسع دول حتى بداية عام 2025 نحو 12,241 رأساً حربياً نووياً.
ويشير
اتحاد العلماء الأميركيين إلى أنّ هذه الأرقام تُعدّ تقديرات تقريبية، لأنّ العدد الدقيق للأسلحة النووية في حوزة كل دولة يُعدّ من أسرار الأمن القومي المحفوظة بعناية.
وتستحوذ الولايات المتحدة وروسيا معاً على حوالي 87% من الترسانة النووية العالمية، و83% من الرؤوس الحربية المخزّنة القابلة للاستخدام العسكري، بحسب نفس المصدر.
تشير بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أنّ الدول النووية التسع حتى تمتلك الأعداد التالية من الرؤوس النووية:
- روسيا: 4309
- الولايات المتحدة: 3700
- الصين: 600
- فرنسا: 290
- المملكة المتحدة: 225
- الهند: 180
- باكستان: 170
- إسرائيل: 90
- كوريا الشمالية: 50
معاهدة عدم الانتشار.. التزامات متباينة وانسحابات مثيرة للقلق
تنقسم الدول المالكة للأسلحة النووية إلى قسمين: الدول الخمس الأصلية المعترف بها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي وهي: الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وقد التزمت هذه الدول "بالسعي بحسن نية نحو نزع السلاح النووي"، في حين أن الهند وباكستان وإسرائيل لم توقّع على المعاهدة، أما كوريا الشمالية فقد انسحبت منها عام 2003.
فيما يخص إيران، فهي من الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار، وتؤكّد دوماً أنّ برنامجها النووي ذو طابع سلمي.
وقد ذكرت وكالات الاستخبارات الأميركية أنّ طهران لا تسعى حالياً إلى امتلاك قنبلة نووية بشكل نشط، غير أنها رفعت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%، وهو قريب من مستوى الاستخدام العسكري البالغ ٪90، وفقا لأسوشييتد بريس.
الانتشار الخارجي.. قنابل نووية أميركية في قواعد أوروبية
وفي سياق انتشار الأسلحة النووية، هناك عدة دول تستضيف رؤوساً نووية أميركية على أراضيها في إطار ترتيبات "المشاركة النووية" ضمن حلف شمال الأطلسي، بحسب
الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، وتشمل:
- تركيا: تستضيف نحو 20 قنبلة نووية من طراز B61 في قاعدة إنجرليك الجوية.
- إيطاليا: تستضيف نحو 35 قنبلة B61 موزعة بين قاعدتي "أفيانو" و"غيدي".
- ألمانيا: تستضيف نحو 15 قنبلة في قاعدة "بيشل".
- بلجيكا: تستضيف ما بين 10 إلى 15 قنبلة في قاعدة "كلاينه بروغل".
- هولندا: تستضيف نحو 15 قنبلة في قاعدة "فولكل".
الأسلحة التكتيكية.. "منخفضة العائد" ولكن بقدرة تدميرية هائلة
وفيما يخص القدرة التدميرية، فإنّ ما يُسمّى بـ"الأسلحة النووية التكتيكية"، والتي تُصنّف على أنها غير استراتيجية، يمكن أن تكون مدمّرة جداً رغم وصفها بـ"منخفضة العائد". ووفقاً
لاتحاد العلماء الأميركيين، تمتلك روسيا حالياً نحو 1,912 رأساً حربياً غير استراتيجي، في حين تمتلك الولايات المتحدة 200 رأساً من هذا النوع، منها 100 منتشرة في الدول الأوروبية الخمس. وقد تصل قوة هذه الرؤوس إلى 300 كيلوطن، أي ما يعادل 20 ضعف قنبلة هيروشيما، وفق "الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية"، وفقا لـ
Union of Concerned Scientists.
الصين والهند.. تسارع في التسلّح وسط دعوات للحد من الانتشار
رغم الدعوات العالمية في التسعينيات لتقليص الترسانات النووية، يُظهر تقييم
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أنّ الصين تسير في الاتجاه المعاكس، إذ تُعدّ ترسانتها النووية الأسرع نمواً في العالم، حيث أضافت ما يُقدَّر بـ100 رأس نووي جديد سنوياً منذ عام 2023. كما يُعتقد أن الهند قامت في عام 2024 بتوسيع ترسانتها بشكل طفيف، وواصلت تطوير أنظمة جديدة لإيصال الأسلحة النووية، بحسب نفس المعهد.