ردود فعل دولية واسعة بعد الضربات الإسرائيلية على إيران

شهدت الساحة الدولية موجة من ردود الفعل القوية والمتباينة عقب الضربات العسكرية التي شنّتها إسرائيل على مواقع عسكرية ونووية في إيران فجر الجمعة، في هجوم وُصف بأنه الأخطر منذ سنوات، وأثار مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية شاملة.

فماذا كانت ردود الأفعال الدولية؟

نقلت وكالة أنباء الإمارات عن بيان صادر عن وزارة الخارجية أنّ دولة الإمارات أدانت "بأشد العبارات" الهجوم الإسرائيلي، معربة عن "قلقها العميق" من التصعيد وتداعياته على أمن واستقرار المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع.

وجددت الوزارة التأكيد على إيمان دولة الإمارات بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.

وشددت دولة الإمارات على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، داعية مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لوقف إطلاق النار وإرساء الأمن والسلم الدوليين.

نقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لوزارة الخارجية أنّ المملكة أعربت عن "إدانتها الشديدة" للهجوم، واعتبرته "اعتداءً شنيعاً" على سيادة إيران وانتهاكاً للقوانين الدولية، محمّلة المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية "وقف هذا العدوان بشكل فوري".

كما حذرت الرياض من تداعيات الهجوم على محادثات إيران والولايات المتحدة المرتقبة في مسقط، مؤكدة أن التصعيد يهدد بنسف المساعي الدبلوماسية.

أعلنت السلطات الأردنية إغلاق المجال الجوي وتعليق جميع الرحلات الجوية "احترازياً"، مؤكدة أنها "لن تسمح بأي انتهاك لأجوائها" وأن الأردن "لن يكون ساحة لصراعات الآخرين".

كما أغلق العراق مجاله الجوي وأوقف حركة الطيران في جميع مطاراتها، وسط مخاوف من امتداد التصعيد العسكري إلى دول الجوار، خصوصاً مع مشاركة إيران في هجمات سابقة جرى اعتراض بعضها عبر الأجواء الأردنية في أكتوبر 2024.

نقلت وكالة الأنباء القطرية عن بيان لوزارة الخارجية أنّ دولة قطر أدانت الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية، واعتبرته "انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وأمنها" و"خرقاً واضحاً للقانون الدولي".

وأعربت قطر عن "قلقها البالغ" من هذا التصعيد الخطير الذي يُعد جزءاً من "نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتعرقل جهود خفض التصعيد".

وشدد البيان على "ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤوليته القانونية والأخلاقية" لوقف هذه الانتهاكات، مجدداً التأكيد على "الموقف القطري الرافض لكافة أشكال العنف والداعي إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد".

دعت فرنسا "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنّب أي تصعيد من شأنه أن يهدد الاستقرار الإقليمي". وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، في منشور على منصة "إكس"، إن بلاده أعربت "مرات عدة عن قلقها البالغ من البرنامج النووي الإيراني"، مشدداً على أن "من الضروري تعبئة كافة القنوات الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات".

دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جميع الأطراف إلى "التهدئة الفورية" وتجنّب التصعيد، مؤكداً أن "الاستقرار في الشرق الأوسط يجب أن يكون أولوية"، وأن "التصعيد لا يخدم أحداً". وأضاف أن بريطانيا "تعمل مع شركائها لنزع فتيل التوتر والعودة إلى المسار الدبلوماسي"، وفقا لما نقلته فرنس بريس.

أكدت الصين معارضتها "لأي انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وذلك في أول تعليق لها على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران.

كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنّ بكين "مستعدة للقيام بدور بنّاء" في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط وتعزيز الاستقرار الإقليمي، في موقف يعكس التزام الصين بسياسة الحياد النشط والدبلوماسية متعددة الأطراف، وفقا لفرنس بريس.