حرب الرسوم الجمركية.. بكين تقلب الطاولة على أوتاوا

دخلت الرسوم الجمركية الصينية على المنتجات الكندية، بما في ذلك زيت بذور اللفت ولحم الخنزير، حيز التنفيذ اليوم، الخميس، وسط تحذيرات من جماعات الضغط الصناعية من أن هذه الضرائب الجديدة سيكون لها "تأثير مدمر" على المزارعين.

تأتي هذه الرسوم، التي أُعلن عنها مطلع هذا الشهر، عقب تحقيق أجرته بكين بشأن الرسوم التي فرضتها أوتاوا العام الماضي على السلع الصينية، لاسيما على السيارات الكهربائية، وذلك تماشيًا مع التدابير الأميركية الهادفة إلى الحد من تدفق السيارات المدعومة من الحكومة الصينية إلى أميركا الشمالية. وتشمل الرسوم الجديدة فرض ضريبة إضافية بنسبة 100% على زيت بذور اللفت والبازلاء المستوردة من كندا.

وتُعد كندا واحدة من أكبر منتجي الكانولا في العالم – وهو محصول من بذور اللفت يُستخدم في إنتاج زيت الطهي وعلف الحيوانات والوقود الحيوي – وكانت الصين تاريخيًا واحدة من أكبر عملائها.

وحذر قادة الصناعة في كندا من أن هذه الرسوم الجديدة ستلحق ضررًا بالغًا بهم.

وقال كريس دافيدسون، رئيس مجلس الكانولا الكندي: "الرسوم الجديدة التي فرضتها الصين على زيت الكانولا الكندي ستؤثر بشكل مدمر على مزارعي الكانولا وسلسلة القيمة الأوسع، في وقت يشهد تزايدًا في عدم اليقين التجاري والجيوسياسي".

وأضاف: "نحث الحكومة الفيدرالية على التواصل فورًا مع الصين من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة".

وقالت وزارة التجارة الصينية إن التحقيق في هذه الإجراءات خلص إلى أن السياسات الكندية "عطلت النظام التجاري الطبيعي وأضرت بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية".

وفي بكين، أبدى بعض السكان دعمهم للرسوم الجمركية الصينية على المنتجات المستوردة.

وقال تشنغ رويتاو، وهو أحد سكان بكين في الثلاثينيات من عمره، لوكالة فرانس برس: "الصين أصبحت قوية ولم تعد بحاجة للاعتماد على الآخرين في كل شيء".

وأضاف سونغ تشينغ، وهو مقيم آخر في بكين، "بالنسبة لي شخصيًا، لا تأثير كبير لهذه الرسوم، ربما يكون التأثير على مستوى البلاد".

وقد شهدت العلاقات بين بكين وأوتاوا توترًا حادًا لعدة سنوات منذ عام 2018، عندما احتجزت كندا مينغ وانزو، المديرة التنفيذية في شركة هواوي الصينية، مما دفع بكين إلى اعتقال مواطنين كنديين اثنين ردًا على ذلك.

تأتي هذه الرسوم الجديدة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين كندا والصين، وكلاهما يواجه نزاعات تجارية متزايدة مع الولايات المتحدة، التي فرضت في عهد الرئيس دونالد ترامب رسومًا جمركية مشددة على الواردات.