سياسة

إحراق موكب اليونيفيل.. ردود فعل غاضبة من بيروت إلى واشنطن

نشر
AFP
 & 
أثارت واقعة إحراق إحدى مركبات قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الجمعة، ردود فعل غاضبة في لبنان، فيما طالبت الأمم المتحدة السلطات بإجراء تحقيق فوري بعد إصابة أحد ضباطها بجروح.
ويوم الجمعة، أغلق حشد من مناصري حزب الله طريقًا يؤدي إلى مطار بيروت، لليلة الثانية على التوالي، قبل الاعتداء على موكب اليونيفيل، في هجوم دانته "بشدة" الحكومة اللبنانية.
ومساء الخميس، قطع العشرات من أنصار حزب الله مدخل مطار بيروت والطريق الدولية المؤدية إليه بالإطارات المشتعلة، احتجاجًا على إبلاغ السلطات خطوط ماهان الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية ومسؤول في المطار.

ماذا قالت اليونيفيل؟

في بيان لليونيفيل قالت: "تعرّضت قافلة تابعة لقوات حفظ السلام لهجوم عنيف أثناء توجهها إلى مطار بيروت، حيث أُضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة. وقد أسفر الهجوم عن إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته".
وطالبت اليونيفيل في بيانها "السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة"، لافتة إلى أن "مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقد تشكل جرائم حرب".
وتابعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان: "لقد أثار هذا الهجوم صدمتنا، فهو يعد هجومًا مروعًا على قوات حفظ السلام التي تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال فترة صعبة".
ووصفت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، الواقعة بأنها "غير مقبولة".
وجاء في بيان لها على منصة إكس: "مثل هذا الاعتداء العنيف يهدد سلامة موظفي طاقم الأمم المتحدة الذين يبذلون جهودًا متواصلة للحفاظ على الاستقرار في لبنان، وغالبًا ما يواجهون مخاطر كبيرة أثناء أدائهم لعملهم".

إدانة رسمية

وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الاعتداء الذي تعرض له موكب نائب قائد "اليونيفيل" أثناء مروره على طريق المطار، واطمأن على حالته بعد إصابته بجروح، وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم.
ونقلت الرئاسة اللبنانية عن عون قوله: "ما حدث الليلة الماضية على طريق المطار وفي بعض مناطق بيروت، تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها. كما أن القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد".
وأشارت إلى أن عون تابع التطورات المتعلقة بقطع الطرق وإشعال النيران وأعمال الشغب، وأصدر توجيهاته للجيش والقوى الأمنية بوقف هذه الممارسات، وفتح جميع الطرق، وإزالة العوائق من الشوارع. كما شدد على ملاحقة المخلّين بالأمن واعتقالهم، وإحالتهم إلى القضاء الذي باشر تحقيقاته الميدانية
من جهته، أدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بشدة الهجوم، فيما تعهّد الجيش اللبناني العمل "بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن".
وجاء في بيان لاحق للجيش أن قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده اتّصل بقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، و"أكد أن الجيش يرفض أي تعرُّض لليونيفيل، وسيعمل على توقيف المواطنين الذين اعتدوا على عناصرها وسوقهم إلى العدالة".

واشنطن تعلق

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تندد بالهجوم العنيف على موكب اليونيفيل.
ورحبت الوزارة بتعهد الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن هجوم بيروت، وأشادت بالاستجابة السريعة للجيش اللبناني لمنع تصاعد العنف.

"طعنة للسلم الأهلي"

وفي حين لم يصدر حزب الله على الفور أي تعليق، اعتبرت حليفته حركة أمل بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري "أن الاعتداء على اليونيفيل هو اعتداء على جنوب لبنان".
وأشارت الحركة في بيانها إلى أن "قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي".
وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام حزب الله يتعرّضون لرجل بالزي العسكري ولآخر بالزي المدني قرب سيارة اليونيفيل المحترقة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة