وصول شحنة صينية لإيران تُعيد تشغيل برنامجها الصاروخي
وصلت أولى سفينتين تحملان ألف طن من مادة كيميائية صينية الصنع، يُعتقد أنها مكون رئيسي في وقود برنامج إيران العسكري الصاروخي، إلى خارج ميناء بندر عباس الإيراني، الخميس، وفقا لبيانات تتبع السفن نشرها موقع سي إن إن.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر على أن إنتاج الصواريخ في إيران قد عاد إلى طبيعته بعد الهجمات الإسرائيلية المدمرة والمحرجة التي استهدفت مصانع رئيسية العام الماضي، حسب الموقع الأميركي.
وغادرت السفينة "غلبون" ميناء تايكانغ الصيني قبل ثلاثة أسابيع محملة بمعظم شحنة بيركلورات الصوديوم، وهي المادة الأساسية المستخدمة في إنتاج الوقود الصلب الذي يشغل الصواريخ متوسطة المدى الإيرانية، وفقا لمصدرين استخباريين أوروبيين.
ويشير المصدران للشبكة إلى أن هذه المادة قد تتيح إنتاج ما يكفي من الوقود الصلب لتشغيل نحو260 محركا صاروخيا من طراز "خيبر شكن" أو 200 صاروخ باليستي من طراز "حاج قاسم".
وفي أعقاب الضربة الإسرائيلية على منشآت تصنيع الصواريخ الإيرانية في أكتوبر 2024، توقع بعض الخبراء الغربيين أن إيران ستحتاج إلى عام على الأقل قبل أن تتمكن من استئناف إنتاج الوقود الصلب. غير أن وصول هذه الشحنة يشير إلى أن طهران ربما تكون قد عادت بالفعل إلى الإنتاج أو أنها قريبة جدا من ذلك، وفق سي إن إن.
أما السفينة الثانية "جيران"، فلم تُحمّل بعد ولم تغادر الصين، ولكن من المتوقع أن تكمل نقل الكمية المتبقية من الشحنة البالغة 1000 طن إلى إيران.
هل كانت الحكومة الصينية على علم؟
لم تتمكن المصادر الاستخباراتية من تأكيد ما إذا كانت الحكومة الصينية على علم بهذه الشحنات قبل أن يتم الإبلاغ عنها في وسائل الإعلام في أواخر يناير. ومع ذلك، فإن استيراد بيركلورات الصوديوم بحد ذاته لا يعد انتهاكًا للعقوبات الغربية ولا يخالف القوانين الدولية، حسب سي إن إن.
وفي هذا السياق، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في يناير بأنها ليست على دراية بتفاصيل القضية، لكنها أكدت أن الصين "تلتزم دائما بقوانين الرقابة على الصادرات والتزاماتها الدولية".
ما أهمية بيركلورات الصوديوم في البرنامج الصاروخي الإيراني؟
رغم أن إيران تحتاج إلى الوقود الصلب لمجموعة متنوعة من الصواريخ، فإن الحصة الأكبر من هذه الشحنة من المرجح أن تُخصص للبرنامج الصاروخي الباليستي، وفقا لفابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأشار إلى أن بيركلورات الصوديوم يمكن تحويلها كيميائيا إلى بيركلورات الأمونيوم، وهي مادة مؤكسدة رئيسية تستخدم في وقود الصواريخ الصلبة والمقذوفات النارية.
وقال البروفيسور أندريا سيلا، أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة كوليدج لندن، لسي إن إن "بيركلورات الصوديوم ليس لها العديد من الاستخدامات البديلة"، باستثناء استخدامها في وقود الصواريخ والألعاب النارية وبعض أنواع الوقود الأخرى، مشيرا إلى أن الصين أصبحت المورد الرئيسي لهذه المادة مع تزايد القيود الغربية عليها.
قال مسؤول استخباراتي غربي للشبكة الأميركية إن وكالات الحكومة الأميركية المعنية على علم بالشحنة، لكنها لم تعبر عن قلق كبير حيالها. ومع ذلك، أضاف المصدر أن تحويل هذه المواد إلى وقود صاروخي لصالح روسيا قد يثير مخاوف أكبر.