الضغط الدولي.. الحل الوحيد لإنجاح وقف إطلاق النار في غزة؟
بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة، ودخول مرحلته الأولى التي تمتد 42 يوماً حيز التنفيذ، لا تزال الشكوك تحيط بما قد تحمله الأيام المقبلة لكل من الفلسطينيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك لمنطقة الشرق الأوسط ككل. وعلى الرغم من توقف القتال وبدء تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، يتعين على المجتمع الدولي الاستمرار في الضغط على أطراف النزاع للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة.
في هذا السياق، نشر المعهد الملكي للشؤون الدولية، تشاتام هاوس، البريطاني آراء 3 من الخبراء والمحللين السياسيين حول مستقبل الهدنة في غزة، وهم الدكتور سانام فاكيل، والبروفيسور يوسي ميكيلبرج، وأمجد عراقي.
الهدنة الهشة ومستقبل المفاوضات
يشير الدكتور سانام فاكيل إلى أن وقف إطلاق النار الحالي يمثل هدنة مؤقتة وليس إنهاءً للصراع، حيث يتطلب استمرارها مراقبة دقيقة من قبل الوسطاء الدوليين.
ويرى فاكيل أن الاتفاق، الذي يشمل إطلاق سراح محتجزين من الطرفين وإدخال مساعدات إنسانية، يحتاج إلى مفاوضات فورية لضمان تنفيذ باقي المراحل، حيث يشكل الضغط المستمر، خاصة من قبل الولايات المتحدة، عاملاً حاسماً في الحفاظ عليه.
الفرصة السياسية أمام نتنياهو
من جانبه، يرى البروفيسور يوسي ميكيلبرج أن وقف إطلاق النار يوفر فرصة لنتنياهو للمناورة السياسية، حيث يسعى لاستغلال الهدنة لتعزيز موقعه الداخلي والإقليمي.
ويحذر ميكيلبرج من أن غياب حل سياسي دائم قد يؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية، خصوصاً مع تصاعد الضغوط داخل إسرائيل من الأحزاب اليمينية المتطرفة.
ويضيف أن نجاح الهدنة قد يفتح المجال لإعادة بناء قطاع غزة في إطار سياسي فلسطيني أشمل.
الضغوط الدولية والتحديات المستقبلية
أما أمجد عراقي، فيرى أن الاتفاق يمثل "استراحة مأساوية" للفلسطينيين، حيث جاء بعد 15 شهراً من الصراع الذي خلف دماراً واسعاً.
ويؤكد أن التوصل إلى الهدنة تأخر بسبب عدم ممارسة ضغط كافٍ على نتنياهو، مما أدى إلى تفاقم الخسائر البشرية والمادية. كما يحذر من أن استمرار الهدنة يتطلب جهوداً دولية مكثفة لمنع إسرائيل من استئناف العمليات العسكرية أو فرض سيطرة جديدة على غزة.