سياسة

جيمي كارتر.. مهندس "كامب ديفيد" الذي يكرهه ترامب

نشر
blinx
أعلن، الأحد، عن وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في منزله بولاية جورجيا، عن عمر يناهز 100 عام، وهو أكبر رئيس أميركي سنًا في التاريخ. وأكد ابنه، جيمس إي. كارتر الثالث، خبر الوفاة، دون الكشف عن سببها بشكل فوري.
شغل كارتر منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981، وكان أول رئيس من الجنوب منذ عام 1837. وحصل الرئيس الأسبق على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 لدوره في حل النزاعات الدولية وتعزيز حقوق الإنسان.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه بأن يكون التاسع من يناير المقبل يوما للحداد الوطني على وفاة كارتر في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقال بايدن "أدعو الشعب الأميركي للتجمع في ذلك اليوم في أماكن العبادة الخاصة بهم لتكريم ذكرى الرئيس جيمي كارتر".

توقف عن تلقي العلاج

وقرر كارتر في فبراير 2023 التوقف عن تلقي العلاجات الطبية بسبب تدهور حالته الصحية بعد معاناته من سرطان الجلد، الميلانوما، الذي امتد إلى الكبد والدماغ، ليقضي أيامه الأخيرة تحت رعاية تلطيفية في منزله.

لحق بزوجته بعد 5 أسابيع

تأتي وفاة كارتر بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته، روزالين كارتر، التي توفيت في 19 نوفمبر عن عمر 96 عامًا، بعد زواج استمر لأكثر من 77 عامًا، وهي أطول فترة زواج رئاسي في التاريخ الأميركي.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن كارتر ترك خلفه إرثًا سياسيًا كبيرا، على الرغم من ولاية واحدة انتهت بخسارته الانتخابات أمام رونالد ريغان عام 1980.
توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام عن عمر ناهز 100 عام، حسبما ذكر مركز كارتر أمس الأحد.

كارتر الساعي من أجل السلام

رغم أن ولايته لم تمتد إلى فترة ثانية، إلا أنه حقق إنجازا بالتوسط بين مصر وإسرائيل لتوقيع اتفاق السلام بينهما عام ١٩٧٩.
واستقبل كارتر الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند لإجراء محادثات. ولاحقا عندما بدا أن المفاوضات تنهار، أنقذ كارتر الموقف بالسفر إلى القاهرة والقدس للقيام بجولات دبلوماسية مكوكية بنفسه.
ورغم خروجه من البيت الأبيض مبكرا حينما هزم أمام الرئيس رونالد ريغان، فإنه عمل بجد على مدى عقود على القضايا الإنسانية. وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديرا "لجهوده الدؤوبة في إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، لا سيما في دول مثل إثيوبيا وإريتريا إلى البوسنة وهايتي.
وزار كارتر كوريا الشمالية عام 1994 ونجحت في نزع فتيل أزمة نووية حين وافق الرئيس الراحل كيم إيل سونغ على تجميد برنامجه النووي في مقابل استئناف الحوار مع الولايات المتحدة.
وفي عام 2010، نجح كارتر في إعادة مواطن أمريكي حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات مع الأشغال الشاقة بسبب دخوله كوريا الشمالية بطريقة غير شرعية.

"زلة لسان" تدخله البيت الأبيض

أصبح كارتر مليونيرا وعضوا في الهيئة التشريعية لولاية جورجيا، وحاكما للولاية من عام 1971 إلى عام 1975. وخاض التنافس للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 1976، وتفوق على منافسيه ليواجه فورد في الانتخابات.
مع ترشح والتر مانديل معه لمنصب نائب الرئيس، حصل كارتر على دفعة بعد زلة لسان لفورد خلال إحدى المناظرات، وقال فورد "لا وجود لهيمنة سوفيتية على أوروبا الشرقية ولن تكون هناك هيمنة سوفيتية على الإطلاق تحت إدارة فورد"، على الرغم من أن تلك الهيمنة كانت موجودة لعقود.

أزمة الرهائن والتضخم ينهيان رئاسة كارتر

بحلول انتخابات عام 1980، كانت القضايا الرئيسية هي التضخم المرتفع وأسعار الفائدة التي تجاوزت 20٪ وارتفاع أسعار الغاز، فضلا عن أزمة الرهائن في إيران التي جلبت الإذلال للولايات المتحدة. ولطخت هذه القضايا رئاسة كارتر وقوضت فرصه في الفوز بولاية ثانية.
ففي الرابع من نوفمبر 1979، اقتحم موالون للخميني السفارة الأميركية في طهران، واحتجزوا الأميركيين الموجودين هناك وطالبوا بإعادة الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة وكان يتلقى العلاج في مستشفى أميركي.
وفي بادئ الأمر، احتشد الشعب الأميركي خلف كارتر. ولكن دعمه تلاشى في أبريل 1980 عندما فشلت غارة نفذتها قوات خاصة في إنقاذ الرهائن، إذ قُتل ثمانية جنود أميركيين في حادث طائرة في الصحراء الإيرانية، وأطلقت إيران سراح الرهائن الاثنين والخمسين بعد دقائق من أداء خلفه ريغان اليمين الدستورية في 20 يناير 1981.
إضافة لذلك قام بالآتي:
  • وافق على معاهدة لنقل قناة بنما إلى سيطرة الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، والتي هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإعادة السيطرة عليها.
  • أتم المفاوضات بشأن العلاقات الأميركية الكاملة مع الصين.
  • أنشأ كارتر وزارتين جديدتين في الإدارة الأمريكية، هما التعليم والطاقة.
  • ألف أكثر من 20 كتابا تتنوع بين مذكراته عندما كان رئيسا إلى كتاب للأطفال والشعر، بالإضافة إلى أعمال حول الإيمان الديني والدبلوماسية.

كراهية متبادلة مع ترامب

حينما تولى دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة للمرة الأولى، شكك كارتر في شرعيته عام ٢٠١٩ قائلا إنه "وُضع في هذا المنصب لأن الروس تدخلوا لصالحه". ورد ترامب على ذلك بوصف كارتر بأنه "رئيس فظيع".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة