الإعلام والمؤثرين.. سلاح ترامب الجديد في البيت الأبيض

قدم الإعلامي بين هيغسيث في شبكة "فوكس نيوز" الأميركية دعما كبيرا لدونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وكذلك في ولايته الأولى، ليحصل على مكافأة كبرى بعد فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية.

فقد كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية يوم 12 نوفمبر الجاري، عن اختيار ترامب لمذيع فوكس نيوز ليكون وزيرا للدفاع، عندما يتسلم السلطة في يناير.

الحليف التلفزيوني الدائم لترامب، سيقود إدارة البنتاغون، وأكثر من 1.3 مليون جندي أميركي، رغم عدم توليه أي مناصب سياسية من قبل.

وقبل عمله الإعلامي، تمتع هيغسيث بخبرات حربية غزيرة، بعد مشاركته في الحروب بالعراق وأفغانستان، وعمله في خليج غوانتانامو بكوبا.

ويُقدم هيغسيث برنامج "فوكس آند فريندز" مع مقدمين آخرين على قناة فوكس نيوز، التي انضم إليها كمساهم في عام 2014، وحصل على مكانة كبيرة فيما بعد ليصبح مقدم التغطية الرئيسية لرأس السنة الجديدة على القناة ذاتها لعدة سنوات.

وأصدرت القناة الأميركية بيانا للإشادة بوزير الدفاع المُقبل، مؤكدة أنه كان مقدما استثنائيا في برامج "فوكس آند فريندز" و"فوكس نيشن"، بالإضافة إلى تأليف الكتب الأكثر مبيعا في فوكس نيوز بوكس منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وفي 15 نوفمبر الجاري، كشفت الصحيفة الأميركية ذاتها، عن تعيين كارولين ليفيت في منصب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، خلال ولاية ترامب المقبلة.

وستكون ليفيت أصغر سيدة تتولى المنصب نفسه، حيث تبلغ 27 عاما، وستتولى الرد على أسئلة المراسلين في غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض، نيابة عن الرئيس الذي له علاقات عدائية سابقة مع وسائل إعلام بارزة.

وفي بيان له قال ترامب: "كارولين ذكية وقوية، وأثبتت قدرتها على التواصل الفعال، لدي ثقة تامة في أنها ستتفوق في هذا المنصب، وستساعد في توصيل رسالتنا إلى الشعب الأميركي لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

ويعتمد ترامب بشكل رئيسي على ليفيت لتغطية أخباره الخاصة، بعد أن كان دائم الشكوى في ولايته الأولى من تناول الصحف والقنوات التلفزيونية لأخباره بشكل سلبي.

وغيّر ترامب منصب السكرتير الصحفي في البيت الأبيض 4 مرات خلال ولايته الأولى، ما يجعل ليفيت في اختبار صعب لإرضاء طموح ترامب في هذا المنصب لتحافظ على مكانتها.

كما طُرح اسم المعلق المالي في شبكة فوكس نيوز، لاري كودلو، ضمن المرشحين لمنصب وزير المالية، بعد نجاحه في الإشراف على المجلس الاقتصادي الوطني خلال فترة ترامب الأولى.

ورشح ترامب الشخصية التلفزيونية الشهيرة، محمد أوز، لقيادة مراكز الرعاية والخدمات الطبية في الولايات المتحدة، والذي أصبح أحد الوجوه اللامعة في الإعلام الأميركي.

أبدى ترامب تفاعلا كبيرا مع الإعلام الرقمي الجديد، وتحالف مع أحد أكبر رموزه في الوقت الحالي، إيلون ماسك، صاحب منصة "إكس" وأجرى عليه حوارا خلال حملته الانتخابية، ما يكشف عن توجهاته الإعلامية في الولاية المُقبلة.

ونشر موقع "أكسيوس" تقريرا حول الفوضى المحتملة في غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض خلال ولاية ترامب المُقبلة، بسبب تغيير قواعد حضور المؤتمرات الصحفية.

وأشار التقرير إلى أن ترامب سيميل إلى الجيد من الإعلام الرقمي والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيمنحهم مقاعد غرفة البيت الأبيض.

وتتسع غرفة الإحاطة في الوقت الحالي لـ49 مقعدا للصحافيين والمراسلين من مختلف وسائل الإعلام، ما يجعل التنافس قويا بين الصحف والشبكات التلفزيونية للحصول على موقعها في المؤتمرات الصحفية.

ومع تعيين الشابة كارولين ليفيت في منصب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كأصغر من يتولى هذا الموقع، يُمهد ترامب للتعامل مع جيل "Z" الجديد والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، بشخصية تفهمهم ويفهمونها.

وذكر الموقع الأميركي أن المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، ستضم "يوتيوبرز" وصناع محتوى ومؤثرين، إلى جانب الصحافيين والمراسلين التلفزيونيين.

وصف ترامب خلال ولايته الأولى العديد من وسائل الإعلام بأنها "عدو الشعب الأميركي"، وتعامل بشكل عدائي مع بعض الشبكات التلفزيونية والمؤسسات الصحفية العريقة في أميركا وحول العالم.

ونشرت صحيفة "ذا غارديان" في فبراير 2017، تقريرا حول حظر ترامب لشبكة "بي بي سي" و"سي إن إن" والغارديان ذاتها، من حضور المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض.

واختار ترامب وسائل الإعلام المؤيدة له فقط لحضور المؤتمرات الصحفية، واستبعد كل من رأى أنها وسائل إعلام عدائية تجاه الشعب الأميركي على حد وصفه.

وتوسع المنع بعد ذلك ليشمل العديد من الصحف والشبكات التلفزيونية، ومن بينها بوليتيكو، وبوزفيد، وديلي ميل، بينما اقتصر الحضور على ممثلي شبكات سي بي إس، وإن بي سي، وفوكس نيوز، وإيه بي سي.

وردا على موقف ترامب في انتقاء وسائل الإعلام ومنع بعضها من الحضور، قررت وكالة أسوشيتد برس، ومجلة تايم، مقاطعة المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض.

واحتج الصحافيون وقتها على قرارات ترامب، وقال رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض، جيف ماسون، إن جمعيته تحتج بشدة على تصرفات ترامب.

وأشار ماسون إلى أن هذا التصرف لم يحدث من قبل في البيت الأبيض على مدى تاريخه الطويل من التغطيات الصحفية في الإدارات المتعددة للأحزاب المختلفة.

وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، اصطدم ترامب من جديد بالإعلام، وأعاد سيناريو المنع والحجب والانتقاء لوسائل الإعلام، ما تسبب في غضب واسع تجاهه من الإعلاميين، وفقا لموقع "أكسيوس".

وقامت حملة ترامب بمنع العديد من الصحافيين من حضور حدث مراقبة الانتخابات مساء الثلاثاء 5 نوفمبر الجاري، ومن بينهم تارا بالميري المراسلة السياسية البارزة في صحيفة "بوك".

وقالت بالميري التي كانت ستبث الحدث في برنامج "أمازون" ليلة الانتخابات مع بريان ويليامز: "لقد منعتني حملة ترامب بعد أن كتبت مقالا عن القلق الداخلي بشأن أرقام التصويت المبكر في بنسلفانيا".

وأتمت بالميري: "يبدو أنني أغضبت ترامب بتقاريري الصحافية لذلك قرروا رفض اعتمادي، لكنني كنت صادقة وعادلة أثناء تغطية الانتخابات طوال الوقت".