الثلاثاء الكبير.. لم يعد "كبيرا"

تنطلق، الثلاثاء، الانتخابات التمهيدية في 15 ولاية أميركية دفعة واحدة.

من ماين إلى كاليفورنيا مرورا بتكساس وفيرجينيا، فضلا عن ألاسكا وأركنسو، سوف يُدعى ملايين الأميركيين إلى الاقتراع لاختيار مرشحهم الديمقراطي أو الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر.

في الجناح الجمهوري، لن يشكّل الثلاثاء الكبير سوى حلقة جديدة من منافسة نيكي هيلي مع دونالد ترمب، تلك المنافسة التي لم تُسفر إلى اليوم سوى عن فوز واحد فقط لصالح هيلي، في حين استطاع ترمب الفوز في كل الولايات التي سبق أن أُقيمت فيها الانتخابات التمهيدية.

يعول ترمب هذا المرة على استعراض شعبيته في الثلاثاء الكبير والتفوق على هيلي، ومن ثم توفير جهوده لمواجهة جو بايدن المرتقبة في نوفمبر.

في حال تمكّن ترمب من الاستحواذ على النصر في الولايات الـ15 كاملة، الثلاثاء، تُصبح نيكي هيلي قد فازت على مدار السباق التمهيدي حتى الآن بالانتخابات في واشنطن العاصمة فقط.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يظفر دونالد ترمب بأصوات كل الولايات المقبلة التي تشهد انتخابات تمهيدية.

رغم ذلك لا تبدي هيلي حتى اللحظة رغبة في الانسحاب، فقد أكدت سابقا أن الانسحاب سيكون "الحل السهل"، على حد تعبيرها.

خسارة الثلاثاء الكبير قد تكون نقطة فاصلة في قرارها للفترة المقبلة، لكن هيلي أبقت على الغموض بهذا الشأن رغم الأسئلة الملحة التي تُوجه إليها.

وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سابقا لصحافيين في فبراير: "سنستمر حتى يوم الثلاثاء الكبير. هذا أبعد ما فكرت به على الصعيد الاستراتيجي".

نظريا يمكن للانتخابات التمهيدية أن تستمر حتى يوليو، إلا أن فريق دونالد ترامب يتوقع فوزا في 19 مارس على أبعد تقدير.

يريد الملياردير الأميركي أن يتمكن في أقرب فرصة ممكنة من خوض المواجهة مع جو بايدن، وذلك قبل أن ينشغل في متاعبه القضائية المتراكمة.

ويُظهر تعداد لوكالة فرانس برس أن الملياردير الأميركي أمضى 9 أيام حتى الآن في 2024 أمام المحاكم، التي يحولها إلى منبر لحملته الانتخابية.

وتبدأ محاكمته الجنائية الأولى في 25 مارس الجاري في نيويورك.

في المعسكر الديمقراطي لا يواجه الرئيس جو بايدن المرشح لولاية ثانية، أي منافسة جدية.

فلم يثر ترشيح شخصيتين ديمقراطيتين، هما النائب عن مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة المعروفة ماريان ويليامسون، أي حماسة فعلية، رغم الانتقادات المتواصلة من ناخبين بشأن سن الرئيس أو دعمه لإسرائيل.

وستكون انتخابات الثلاثاء بالنسبة إلى المعسكر الديمقراطي مجرد إجراء شكلي.