هل تغير إسرائيل استراتيجية الحرب بعد "الاعتراف بالخطأ"؟

اتهم فلسطينيون ومنظمات حقوقية القوات الإسرائيلية مرارا بتعريض حياة المدنيين للخطر وإطلاق النار على الذين لا يشكلون تهديدا عليها، سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة، التي شهدت تصاعدا في أعمال العنف منذ بداية الحرب.

وبحسب العناصر الأولى للتحقيق التي كشفها الجيش الإسرائيلي السبت، كان الرهائن الثلاث في منطقة تتعرض فيها قواته لكمائن عدة. وهم لوحوا براية بيضاء وتحدثوا بالعبرية.

وقال مسؤول عسكري في تصريح لصحافيين إن "أحد الجنود رصدهم عندما ظهروا. لم يكونوا يرتدون قمصان تي-شيرت وكانوا يحملون عصا وفي جزئها الأعلى قماشة بيضاء. شعر الجندي بتهديد فأطلق النار (...) وقُتل اثنان (من الرهائن)".

وتابع "أصيب آخر على الفور وهرع إلى المبنى"، موضحا أن الجنود سمعوا بعد ذلك "استغاثة بالعبرية".

رغم أن قائد الكتيبة أعطى أمرا بوقف إطلاق النار، فتح الجنود النار مجددا ما أدى إلى مقتل الشخص الثالث، بحسب المسؤول الذي قال إن الواقعة "تتعارض مع قواعد الاشتباك الخاصة بنا".

ومساء السبت، حثت عائلات رهائن الحكومة الإسرائيلية على التحرك بسرعة لضمان إطلاق سراحهم.

والاعتراف الإسرائيلي هو الأول من نوعه بإيذاء الرهائن خلال حرب تقول الحكومة إن من أهم أهدافها إنقاذ أرواحهم.

وأعلنت إسرائيل، يوم الجمعة، قيام وحدة تابعة للشرطة العسكرية بفتح تحقيق في مقتل فلسطينيين اثنين بالضفة الغربية بعد أن نشرت منظمة حقوقية إسرائيلية مقاطع مصورة تظهر جنودا يقتلون رجلين، أحدهما عاجز والثاني أعزل، خلال مداهمة.

لا تحظ محنة المدنيين الفلسطينيين باهتمام كبير داخل إسرائيل، حيث ولا يزال الدعم للحرب قويا، لكن الغضب من قتل الرهائن "عن طريق الخطأ" قد يكثف الضغوط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتجديد المفاوضات مع حماس بشأن صفقة لمبادلة المزيد من الأسرى.

وصرحت روبي تشن، وهي مواطنة إسرائيلية أميركية، ويُعتقد أن ابنها، إيتاي، مُحتجز في غزة، لصحيفة "نيويورك تايمز بأنها تؤيد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح ابنها.

وقالت تشن إن عائلات الأسرى محاصرون: "ليس لدينا وقت، هل يجب علينا الانتظار لرؤية 10 رهائن آخرين في توابيت؟".

قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو رهينة يبلغ 19 عاما "يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة".

في الوقت نفسه أكدت حماس إنها لن تطلق سراح المزيد من الأسرى حتى تتوقف الحرب، وأنها ستطالب بالإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وبنيهم نشطاء بارزون.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أنه يريد مواصلة "الضغط العسكري" رغم التظاهرات التي أثارها مقتل ثلاث رهائن "عن طريق الخطأ" برصاص الجيش الإسرائيلي.

وأورد العديد من وسائل الإعلام أنه بعد مقتل الرهائن، تعتزم السلطات الإسرائيلية العودة إلى المفاوضات، بحسب فرانس برس.

وتتعرض إسرائيل لمزيد من الضغوط لتقليص العمليات القتالية الكبرى عندما يزورها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن هذا الأسبوع.

وقد عبرت واشنطن بالفعل عن قلقها المتزايد إزاء الضحايا المدنيين والتهجير الجماعي لنحو 1.9 مليون حتى على الرغم من أنها تقدم دعما عسكريا ودبلوماسيا حيويا لحليفتها الوثيقة.

ولا تزال إسرائيل والولايات المتحدة على خلاف بشأن من يجب أن يدير غزة بعد الحرب، وترغب واشنطن في رؤية حكومة فلسطينية موحدة في غزة والضفة الغربية كتمهيد لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.