سياسة
لا نعلم على وجه الدقة كيف يقضي رئيس النيجر أوقاته رهن الاحتجاز، بعد أن أبعده عن السلطة انقلاب عسكري أواخر يوليو الماضي بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني.
إلا أن الرئيس المُبعد بالقوة من دائرة الضوء، محمد بازوم شارك مساء أمس الخميس بعضا مما يعصف بذهنه من أفكار ورغبات، بل وقدم أيضا دفاعا عن فترته الرئاسية وما قدمت للبلاد من إنجازات واستقرار.
جاء ذلك في مقال نُشر باللغة الإنجليزية على موقع جريدة واشنطن بوست الأميركية، وحذر فيه الرئيس أن نجاح المحاولة الانقلابية التي تختبرها بلاده الآن سوف يحمل عواقب وخيمة، لا على المنطقة فقط ،وإنما على العالم بأسره.
في مقاله القصير، يدافع رئيس النيجر المنتخب عن فترته الرئاسية، وحكومته التي صعدت للسلطة في أعقاب انتخابات ديموقراطية في العام ٢٠٢١، بيد أنه يتحدث هذه المرة من موقع "الرهينة" هذه المرة حد وصفه.
يقول الرئيس إن سلطة الانقلاب تدعى مجيئها لإعادة إقرار الأمن بعد أن فشلت عملية مواجهة الجهاديين، كما أن التعاون مع شركاء غربيين كالولايات المتحدة وأوروبا أضر بمصالح النيجر، فيما يعتقد هو أن الوضع الأمني في النيجر قد تحسن بشكل كبير حيث أن الاعتداءات من قبل جماعة بوكو حرام الإرهابية متوقفة تقريبا منذ عامين، فيما سمح للاجئين أن يعودوا إلى قراهم.
يشرح الرئيس الرهينة الوضع قائلا "كدليل على ذلك يحول شركاؤنا، بما في ذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، عملياتهم من المساعدات الإنسانية إلى مبادرات التنمية ". يشير الرئيس أيضا لما تمكنت حكومته من تحقيقه من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، مدللا على رؤيته بتراجع نسية الإضرابات الفئوية فيقول :" إدارتي وقعت اتفاقات بارزة مع الاتحادات لخلق بيئة عمل مستقرة وآمنة في البلاد".
يزعم الرئيس أن الوضع الأمني تحسن في النيجر بعد عمليات مجابهة الحركات الجهادية. (المصدر: وكالة فرانس برس)
يغوص مقال الرئيس أيضا في معضلة الشراكة ما بين النيجر والدول الغربية، إذ يقول :"في الحقيقة، تحسن وضع النيجر الأمني بشكل درامي، وذلك عبر تسهيلات من الشراكات نفسها التي يرفضها المجلس العسكري".
واستطرد الرئيس :"المساعدات الأجنبية تصل لحوالي ٤٠ ٪ من ميزانيتنا الوطنية، لكنها لن تصل في حالة نجح الانقلاب".
يفاضل بازوم أيضا في مقاله ما بين وضع بلاده ما قبل الانقلاب العسكري، ووضع جيرانه الذين سبقوه في التحول إلى السلطة العسكرية قبل أعوام قلائل؛ أي مالي وبوركينا فاسو، إذ يعتبر أن بلاده تمتعت بوضع أمني أفضل بشكل واضح من جيرانه، الذين فضلوا توظيف "مليشيات فاغنر الروسية الإجرامية" - حد وصفه - على دعم كبديل عن تعزيز قوتهم الذاتية ومخاطبة القلاقل الأمنية.
يدافع بازوم عن شراكاته مع النصف الغربي من الكرة الأرضية. (المصدر: وكالة فرانس برس)
وفقا لوكالة فرانس برس، لدى مسؤلون أمركيون مؤشرات حول تورط عناصر من فاغنر في أحداث النيجر الأخيرة.
يقول الرئيس المحتجز أيضا :" سوف تستغل بوكو حرام والحركات الإرهابية الأخرى التقلبات في النيجر وتستخدمها كمسرح لشن هجمات على جيرانها وتهديد السلم والحرية حول العالم".
وأضاف بازوم :" سوف يكثفون جهودهم لتلقين شبابنا بنزعة معادية للغرب كريهة، تضعهم في مواجهة الشركاء الذين يساعدوننا في بناء مستقبل أكثر تفاؤلا".
يعتقد رئيس النيجر أن التحولات السياسية في بين دولا الساحل الأفريقي والانقلابات المتتالية من شأنها أن تزيد من النفوذ الروسي، وخاصة مجموعة فاغنر التي "ظهر إرهابها الوحشي بشكل جلي في أوكرانيا".
دعا بازوم حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لرد النظام الدستوري لبلاده. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
ومن ثم دعا حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام للتدخل لإعادة النظام الدستوري في بلاده، وأضاف :" النضال من أجل قيمنا المشتركة كالتعددية الديمقراطية و سيادة القانون، هو السبيل الوحيد لإحراز تقدم مستدام ضد الفقر والإرهاب. لن ينسى النيجيريون أبدًا دعمكم في هذه اللحظة المحورية من تاريخنا".
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة