مسكّن ألم دون خطر الإدمان.. هل يختلف مصيره عن "الهيروين"؟
وافق المسؤولون الاتحاديون الأميركيون على نوع جديد من مسكنات الألم مصمم للقضاء على مخاطر الإدمان والجرعة الزائدة المرتبطة بالأدوية الأفيونية مثل فيكودين وأوكسيكونتين.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، الخميس، إنها وافقت على دواء جورنافكس من شركة فيرتكس للأدوية للألم قصير المدى الذي غالبا ما يتبع العمليات الجراحية أو الإصابات.
يعد هذا أول نهج دوائي جديد لعلاج الألم منذ أكثر من 20 عاما، ويقدم بديلا لكل من:
- الأدوية الأفيونية.
- الأدوية التي تباع دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين.
لكن فعالية الدواء وعملية تطويره الطويلة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه البحث عن طرق جديدة للسيطرة على الألم.
أظهرت الدراسات التي شملت أكثر من 870 مريضا يعانون من آلام حادة نتيجة لعمليات جراحية في القدم والبطن أن دواء شركة فيرتكس قدّم تخفيفا أكبر من الحبة الوهمية، لكنه لم يتفوق على الحبوب المركبة من المواد الأفيونية والأسيتامينوفين الشائعة.
سيباع الدواء الجديد بسعر 15.50 دولارا لكل حبة، مما يجعله أغلى بكثير من الأدوية الأفيونية المشابهة التي غالبا ما تتوافر كأدوية بدولار واحد أو أقل.
ما هو مفعول الأدوية الأفيونية؟
تعمل الأدوية الأفيونية على تخفيف الألم عن طريق الارتباط بالمستقبلات في الدماغ التي تستقبل إشارات الأعصاب من أجزاء مختلفة من الجسم. هذه التفاعلات الكيميائية هي التي تسبب أيضا التأثيرات الإدمانية للأفيون.
وعندما تتناول المواد الأفيونية مرارا وتكرارا بمرور الوقت، لا ينتج جسمك الكثير من الإندورفين، ولا تجعلك نفس الجرعة من المواد الأفيونية تشعر بالرضا، وهذا ما يسمى بالتحمل.
أحد أسباب شيوع اضطراب تعاطي المواد الأفيونية هو أن الأشخاص الذين يبنون تحملا قد يشعرون بأنهم يجب أن يزيدوا جرعاتهم للحفاظ على الشعور بالرضا.
ماذا الفرق بين الدواء الجديد والأفيونات؟
يعمل دواء فيرتكس بطريقة مختلفة، حيث يقوم بحظر البروتينات التي تحفز إشارات الألم التي ترسل لاحقا إلى الدماغ.
كيف بدأ الهيروين كـ"علاج للمورفين"؟
بينما يسوّق لهذا الدواء على أنه حل لمشكلات إدمان المسكنات، قد تنعكس النتيجة كما حدث تاريخيا مع الهيروين.
تم تصنيع الهيروين لأول مرة في عام 1874 بواسطة الكيميائي الإنجليزي سي آر ألدر رايت، أثناء تجربته على مشتقات المورفين.
ومع ذلك، لم تتم دراسته على نطاق واسع حتى أعادت شركة الأدوية الألمانية باير اكتشافه في عام 1897 وبدأت في تسويقه في عام 1898 كبديل أكثر أمانا وغير مسبب للإدمان للمورفين.
وخلال القرن التاسع عشر، كان المورفين يستخدم على نطاق واسع كمسكن للألم، وخاصة للجنود الجرحى أثناء الحروب وبعدها مثل الحرب الأهلية الأميركية.
ومع ذلك، أصبح من الواضح أن المورفين يسبب الإدمان بدرجة كبيرة، مما دفع الأطباء والعلماء إلى البحث عن بديل أقل إدمانا. قام الكيميائيون بتعديل المورفين بإضافة مجموعتين من الأسيتيل، مما أدى إلى إنشاء ثنائي أسيتيل مورفين، والذي تم تسميته لاحقا باسم "الهيروين".
تم تسويق هذا العقار كـ"مثبط للسعال ومسكن للألم غير مسبب للإدمان"، وحتى أنه تم التوصية به للأطفال المصابين بنزلات البرد والسل. وأطلقت عليه شركة باير اسم "هيروين" اشتقاقا من الكلمة الألمانية "heroisch"، والتي تعني بطولي، وذلك بسبب قوته وفعاليته الملحوظة.
ولكن في أوائل القرن العشرين، أصبح من الواضح أن الهيروين أكثر إدمانا من المورفين. وبدلا من حل أزمة إدمان المورفين، فقد خلق مشكلة إدمان جديدة أسوأ.
واليوم، يتم تصنيف الهيروين كمخدر من الجدول الأول، مما يعني أنه ليس له استخدام طبي مقبول بسبب احتمالية إساءة استخدامه العالية.