كيف تتحول إحصائيات اللاعبين إلى "ملايين" في البنوك؟

يستغرق نجوم الكرة أوقاتا طويلة لإقناع أنديتهم بمنحهم عقودا جديدا تشمل زيادات في الرواتب، أو في التفاوض مع أنديتهم الجديدة حول رواتبهم المستقبلية لاستغلال أعمارهم القصيرة في الملاعب في كسب أكبر قدر من المال.

وتطارد الأندية اللاعبين المميزين الذين يسجلون الأهداف ويقدمون التمريرات الحاسمة بسخاء، وكذلك المدافعين الجيدين والحراس ولاعبي الوسط الذين يلتزمون بأدوارهم في ضبط الإيقاع.. لكن ما الذي يثبت التميز؟

هناك لاعبون لا يحتاجون كثيرا إلى إثبات نظرا لتأثيرهم المباشر في الملعب في أغلب المباريات، وهناك البعض يحتاجون إلى توثيق الأداء الجيد من خلال الأرقام والإحصائيات، وهنا يظهر دور "Analytics FC".

خلال الصيف الحالي، جدد اللاعب مايلز لويس سكيلي تعاقده مع أرسنال بعد الأداء الجيد الذي قدمه في موسم 2024-2025، بعد صعوده من فريق الشباب إلى الفريق الأول، وخوض أكثر من ألفي دقيقة في الموسم.

اللاعب البالغ 18 عاما نال الإعجاب في ظهوره الأول مع أرسنال ضد إيفرتون في ديسمبر الماضي، وحصل على جائزة رجل المباراة ضدّ ريال مدريد في ربع نهائي دوري ابطال أوروبا، وأصبح أصغر لاعب يسجل في أولّ ظهور بالدوري الإنكليزي الممتاز "بريميرليغ".

وكان مايلز الذي لديه اهتماما من ريال مدريد الإسباني في الوقت الحالي، يوثقّ كلّ لحظة له في الملعب، من خلال شركة "Analytics FC" التي تحلل أداء اللاعبين بالتفصيل وتقدم تقريرا شاملا لكلّ مباراة يضاف إلى ملف اللاعبين، يعود إليه لاحقا الوكلاء واللاعبون أنفسهم عند التفاوض مع أنديتهم أو الأندية الجديدة الراغبة في ضمهم حول رواتبهم.

وبهذه الطريقة تتحول الأهداف والتمريرات والركض والالتحامات الهوائية والتشتيت والتصديات، وكلّ ما يقدمه اللاعب في الملعب، إلى أموال محتملة في العقود التالية في مسيرته.

وتعاقد لاعبون مع Analytics FC للاستفادة بخدمة التوثيق الرقمي للأداء على رأسهم كيفين دي بروين وبن وايت وهيكتور بيليرين وماسون ماونت وأليكس غرينوود ولوتي ووين موي، وغيرهم من اللاعبين الذين رفضوا ذكر تفاصيل تعاقداتهم لأسباب تتعلق بالسرية، حسب شبكة "إي إس بي إن".

يقول أليكس ستيورات الرئيس التنفيذي لشركة التحليل الرقمي، إن :"الأمر يبدأ بمحادثة دائما من وكيل أعمال اللاعب أو محاميه، ويقول أحدهم إن ممثلهم قريب من وقت التفاوض ويريد توثيق تألقه".

ويضيف ستيورات: "نقدم ملفات معقدة غنية بالأرقام والأبحاث وتحليل الأداء تتراوح بين 40 و80 صفحة لكلّ لاعب، ونشرحها للوكيل وأحيانا للاعب، قبل أن يقدمها أحدهم للأندية من أجل التفاوض على عقد جديد أو البحث عن ناد أفضل".

وقد يلجأ الوكيل أحيانا إلى حذف بعض المعلومات من التقرير الشامل عن اللاعب، عندما يرى أن هناك بعض النقاط سيكون لها تأثير سلبي على عملية التفاوض.

ويتم تقييم اللاعب خلال تصرفه بالكرة ومن دونها، من ناحية الأداء الدفاعي والهجومي والضغط على الخصم والألعاب الهوائية وصناعة الفرص لفريقه والتطور خلال المباراة والمساهمة في بناء اللعب والهجمات وغيرها من الأمور.

ويشير ستيورات إلى أنّ السنوات المقبلة ستشهد اعتمادا أكبر على بيانات وتحليلات كرة القدم، مضيفا: "هناك شباب أكثر ذكاء يفهمون البيانات ويدركون قيمتها ويرغبون في اقتحام المجال الرياضي كمديرين رياضيين أو في مناصب أخرى، وهذا الأمر لم يكن موجودا قبل 10 سنوات، لكنه ينتشر الآن".

وعلى الجهة الأخرى قالت مصادر لشبكة "إي إس بي إن" من أندية أوروبية إن "الأندية ما زالت لا تعتمد على التحليلات بشكل كامل، لذلك من الصعب أن نرى اعتمادا على مثل هذه الخدمات في كلّ الأندية خلال وقت قريب".

وأشار مصدر آخر إلى أنّ هذا النوع من الإحصائيات والبيانات المتعلق بتقييم اللاعبين بالنسبة لأنديتهم "آمر نادر في الدوري الإيطالي"، مشيرا إلى أنّ هذا النوع من الممارسات لا يزال نادرا في الكثير من أندية أوروبا.