مدرب الإنقاذ.. 5 تحديات تواجه أنشيلوتي مع البرازيل

رغم أن أنشيلوتي رفع سقف طموحات البرازيليين إلى عنان السماء، بالتأكيد على أن "الهدف الوحيد هو الفوز بكأس العالم 2026"، فإنه سيتعين عليه أولا التواجد في النهائيات، التي بات السباق فيها مشتعلا إلى أقصى درجة.

وكان مشوار البرازيل في تصفيات مونديال 2026 شهد أول هزيمة لها على أرضها في تاريخ تصفيات كأس العالم عندما سقطت 0-1 على ملعب ماراكانا أمام غريمتها الأرجنتين، ضمن سلسلة من 3 هزائم متتالية في خريف 2023 أنهت عهد المدرب فرناندو دينيز.

وفي آخر مباراة لها في التصفيات في مارس الماضي، تلقى راقصو السامبا هزيمة مذلة أمام الأرجنتين 1-4، وهي الخسارة التي أطاحت بدوريفال جونيور من منصبه مدربا.

ومع ذلك، فإن نظام التصفيات يمنحها فرصة التأهل حيث تحجز أول 6 منتخبات بالمجموعة الموحدة التي تضم 10 منتخبات، بطاقاتها مباشرة للنهائيات، وتبتعد البرازيل بفارق 6 نقاط عن فنزويلا السابعة، مع تبقي 4 جولات، وقد يمنحها الفوز ضمان حسم التأهل بدرجة كبيرة حال خسارة الأخيرة وكذلك بوليفيا الثامنة بـ14 نقطة.

تنتج البرازيل مهاجمين بارعين دائما، سواء من الأجنحة أو رؤوس الحربة، لكن خط إنتاجها توقف عن إنتاج اللاعبين بمركز قلب الهجوم منذ سنوات، بعد سنوات بزغ فيها نجوم في هذا القرن بحجم روماريو ورونالدو وأدريانو.

لكن أقرب لاعب إلى رقم 9 الكلاسيكي في تشكيلة أنشيلوتي الأولى حاليا هو مهاجم توتنهام الإنكليزي، ريتشارلسون الذي دربه الإيطالي في إيفرتون الإنكليزي.

ومع ذلك، سبق لأنشيلوتي أن فاز بالقاب بدون قلب هجوم، حيث قاد ريال مدريد الى لقب دوري أبطال أوروبا 2024 بمهاجمين برازيليين هما فينيسيوس جونيور المتواجد في تشكيلته حاليا، ورودريغو الغائب عنها.. كما يملك أيضا مهاجم برشلونة الإسباني رافينيا أفضل هداف في دوري الأبطال هذا الموسم.

سلط الصحافي البرازيلي المخضرم جوكا كفوري، في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس، الضوء على المشكلة الأكبر في تشكيلة البرازيل، والتي قد تكمن في غياب صناع اللعب واللاعبين المساندين للمهاجمين.

ومع تركيز أكاديميات الشباب البرازيلية على لاعبي خط الوسط الدفاعيين والأجنحة السريعة بدلا من المبدعين الكلاسيكيين، يواجه السيليساو نقصا في الأفكار في خط الوسط.

وفي آخر مباراتين للبرازيل، جرب دوريفال جونيور كلا من برونو غيمارايش وجيرسون وأندريه وجويلينتون في هذا الدور، لكن أحدا لم يقنعه.

وفي مدريد، كان أنشيلوتي يعتمد على الألماني توني كروس كخط إمداد لفينيسيوس، لكن البرازيل لا تملك لاعبا مثله، كما ذكر الكاتب الرياضي تيم فيكري في بودكاست "اسم القميص البرازيلي".

واستدعى أنشيلوتي المخضرم كاسيميرو، شريك كروس السابق في خط وسط ريال مدريد، ولاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي الحالي على الرغم من أن اللاعب البالغ من العمر 33 عاما لاعب وسط دفاعي بالأساس، وذلك لإضافة "كاريزما وشخصية وموهبة" إلى التشكيلة.

يعاني منتخب السيليساو كلك من غياب إحدى أبرز نقاط قوته على مدى عصور ويتعلق الأمر بمركزي الظهيرين مثل كارلوس ألبرتو وكافو وروبرتو كارلوس.

واستدعى أنشيلوتي كارلوس أوغوستو، أحد أسلحة إنتر الإيطالي في طريقه الى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا عندما خسر أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، واختار ثنائي فلامنغو ويسلي فرانكا وأليكس ساندرو بعد مشاهدتهما يلعبان الأسبوع الماضي في فوز الفريق على ديبورتيفو تاتشيرا الفنزويلي 1-0 في كأس ليبرتادوريس.

يحتاج أنشيلوتي إلى إعادة بناء العلاقة بين المنتخب والجمهور.. لكن جزءا من المشكلة يكمن في أنه بعد فوز البرازيل بـ5 كؤوس عالم، واعتمادها في الغالب على أسلوب اللعب الجميل، لم يعد الجمهور يتقبل الأداء المتواضع.

وكان الكثير من المشجعين انزعجوا من الطريقة التي استخدم بها القميص الأصفر الشهير لمنتخب البرازيل مؤخرا، كرمز من قبل أنصار الرئيس السابق المنتمي لأقصى اليمين، غايير بولسونارو.

وقال كفوري في هذا الصدد: "قضية استيلاء اليمين المتطرف على القميص قد أبعدت جزءًا كبيرا من المشجعين الذي عزفوا عن ارتدائه"، مضيفًا أن أنشيلوتي طلب دعم الجميع في مهمته، حيث قال: "آمل أن أحظى بدعم ومساعدة كل جماهير البلاد".

يخوض منتخب البرازيل مباراته الأولى مع أنشيلوتي على أرض الإكوادور، قبل أن يلعب المباراة الثانية على أرضه أمام باراغواي فجر الأربعاء التالي، ويختتم التصفيات في سبتمبر المقبل بمواجهتي تشيلي وبوليفيا.

ويحتاج راقصو السامبا إلى حصد 4 نقاط على الأقل من مباراتي يونيو مع عدم تحقيق فنزويلا وبوليفيا أي فوز في مباراتيهما، من أجل حسم التأهل قبل الجولتين الختاميتين للتصفيات في سبتمبر.