الطقس ينافس الحرب.. ترقب عربي للتقلبات الجوية

في ظل سيطرة أخبار الحرب في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار في لبنان على "الترند" في محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهر "الطقس" منافسا قويا في أغلب الدول العربية.

في مصر ساهم تحول الطقس من دافئ إلى بارد في يوم واحد، بداية من الأحد ٢٣ نوفمبر، في زيادة اهتمام المصريين بالبحث عن حالة الطقس بشكل مستمر.

وتتعرض مصر لمنخفض جوي في الطبقات الجوية العليا، وكتل هوائية شمالية، وفقا لما أكدته منار غانم عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية في تصريحات تلفزيونية.

المنخفض الجوي الشمالي منخفض الحرارة الذي حوّل طقس مصر في يوم واحد، قادم من جنوب أوروبا مرورا بالبحر المتوسط، وتصاحبه رياح شديدة ساهمت في زيادة إحساس الشعور بالبرودة.

وهبطت الحرارة ٦ درجات دُفعة واحدة بداية من يوم الأحد في مصر، وحافظت على البقاء تحت ٢٠ درجة مئوية يوميا، مع الاقتراب في بعض المناطق من درجة ١ في الليل.

وسجلت العاصمة المصرية، القاهرة، درجة حرارة تتراوح بين ١٥ إلى ٢٠ درجة مئوية، الأربعاء ٢٧ نوفمبر، وفقا لموقع "ويزر".

وكانت مدينة سانت كاترين في سيناء صاحبة أقل درجة حرارة في مصر خلال الأيام الماضية، حيث سجلت درجة واحدة مئوية ليل الثلاثاء ٢٦ نوفمبر، وارتفعت إلى درجتين في ليل الأربعاء.

هطلت الأمطار بغزارة على مناطق متفرقة في المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية، ليفعّل المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر".

وفي بيان لها، قال مركز الأرصاد السعودي إن الإنذار الأحمر يشمل محافظة الطائف والمناطق المفتوحة والطرق السريعة داخل البلاد.

وأشار المركز إلى أن الضباب الكثيف يؤدي إلى انعدام في مدى الرؤية الأفقية على بعد ١ كيلومتر أو أقل، مع تحذيرات من القيادة في هذه الأجواء.

وتوالت الإنذارات الحمراء من المركز السعودي، ليشمل مناطق الشفا والهدا ومكة المكرمة، وإنذارات ملونة أخرى برتقالية وصفراء لمواقع في الرياض، والجوف ودومة الجندل وجازان.

وفي بيان آخر قال المركز السعودي للأرصاد إن منطقة جازان ستشهد أمطارا مع تأثيرات مصاحبة تشمل رياح نشطة، وتدني في الرؤية الأفقية، وارتفاع الأمواج وصواعق رعدية.

وكشفت المملكة عن موجة باردة قادمة على أنحاء البلاد من الحدود الشمالية، لتفعل الإنذار الأصفر في منطقة طريف وما حولها، مع تحذير بوصول درجات الحرارة إلى ٣ تحت الصفر.

وأصدر الديوان الملكي السعودي مساء الاثنين ٢٦ نوفمبر، بيانا لنشر دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء السعودية يوم الخميس ٢٨ نوفمبر الجاري.

ويمثل انخفاض درجات الحرارة، وبداية موجات الأمطار والرياح الباردة على المنطقة، كابوسا يطبق على أنفاس النازحين الذين فقدوا منازلهم.

وفي لبنان اضطر الكثير من السكان لترك منازلهم جراء القصف الإسرائيلي، والعيش في مخيمات للنازحين لا تحميهم من برودة الطقس.

ويقول عبد الله صبيح الذي يعيش مع عائلته وسط موجة صقيع تجتاح لبنان في منطقة تلة عباس الشرقي شمالي لبنان، في حديث مع بلينكس إن الكابوس الذي راوده تحقق.

وكان عبد الله يخشى استمرار الحرب حتى قدوم الشتاء، وهو الأمر الذي حدث قبل أن تُعلن الهدنة ووقف إطلاق النار رسميا في ٢٦ نوفمبر الجاري، مؤكدا أنه اضطر مع عائلته لارتداء كل الملابس التي لديهم للتدفئة.

ويأمل النازحون في لبنان أن تتحسن أوضاعهم بعد وقف إطلاق النار في البلاد، وتوقف القصف الإسرائيلي، لكن الكثير منهم لن يجد منزلا يعود إليه، بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية الكثير من المنازل والمناطق السكنية.

ويعاني السكان في قطاع غزة من انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار بغزارة خلال الأيام الماضية، ما دفع هيئة الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع لمناشدة المجتمع الدولي للمساعدة.

وتهدد الأمطار الغزيرة غزة بطوفان من مياه الصرف الصحي التي تنطلق على خيام مئات الآلاف من النازحين لتهددها بالغرق، وفقا لمسؤولي الأونرا.

ويعيش أكثر من مليون شخص في خيام منطقة المواصي الساحلية الرملية في جنوب غزة، لكنهم الآن مهددون بسبب الأمطار التي لا تقوى خيامهم على تحملها.

وحذر الدفاع المدني الفلسطيني من كارثة إنسانية جديدة في القطاع بعد تلف الكثير من الخيام وتحول عائلات كاملة إلى العيش في العراء بلا مأوى، مع توجيه الدعوة إلى العالم لإرسال ما يحتاجه النازحين من خيام ومستلزمات لمواجهة الشتاء.