أبهة وندسور.. بريطانيا تراهن على سحر 1000 عام لكسب ترامب

تستعد قلعة وندسور، رمز الملكية البريطانية الذي يعود تاريخه لنحو ألف عام غرب لندن، لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارته الرسمية الثانية هذا الأسبوع، في حدث غير مسبوق يحفل بالأبهة والاحتفالات الملكية.

الموظفون يجهّزون طاولة عملاقة من خشب الماهوغاني بطول 50 متراً، فيما ينظّف المربّون حوافر الخيول الملكية، ويجري حرس الشرف تدريبات دقيقة لضمان انضباط كل خطوة. الهدف هو تقديم عرض ملكي متكامل يعكس القوة الناعمة لبريطانيا، حيث يظل أفراد العائلة المالكة أداة دبلوماسية فريدة تستخدمها الحكومة لبناء علاقات وثيقة مع قادة العالم.

وتتخلل الزيارة مراسم استقبال فخمة تبدأ بعزف النشيدين الوطنيين البريطاني والأميركي داخل أسوار القلعة المحصنة التي بناها وليام الفاتح عام 1070، قبل أن يستعرض الملك تشارلز الثالث وترامب حرس الشرف بالسترات القرمزية والقبعات المصنوعة من فرو الدببة.

وسيشارك مئات العسكريين من قوات الفرسان والموسيقيين في العروض التي تميزها الدقة والصرامة العسكرية.

الزيارة تحمل رسائل سياسية واضحة، إذ تسعى بريطانيا إلى كسب دعم ترامب في ملفات حساسة أبرزها شروط التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

ويرى مراقبون أن الحكومة تراهن على ولع ترامب بالملكية البريطانية واستغلال الرمزية التاريخية لربط العلاقة بمزيد من الود.

ذروة الفخامة ستكون مأدبة الدولة مساء الأربعاء داخل القلعة. حول "طاولة واترلو" الشهيرة التي يبلغ طولها نصف ملعب كرة قدم وتتسع لـ160 ضيفاً، سينضم ترامب وزوجته ميلانيا إلى الملك تشارلز والملكة كاميلا.

الطاولة، التي يستغرق تجهيزها 5 أيام، ستُغطى بخدمة الطعام الفضية المذهبة المكونة من أكثر من 4000 قطعة أثرية. الرجال سيرتدون سترات بيضاء وذيل طويل، والنساء سيظهرن بفساتين فاخرة وتيجان مرصعة بالأحجار الكريمة، في مشهد يليق بتاريخ القلعة العريق.

كما سيطّلع ترامب على معرض وثائق وأعمال فنية يبرز التاريخ المشترك بين بريطانيا والولايات المتحدة، الممتد من وثيقة الماغنا كارتا عام 1215 إلى العصر الحديث. ويُنظر إلى هذه اللمسات الثقافية كوسيلة لتقريب وجهات النظر وتعزيز روابط الصداقة.

يختتم ترامب زيارته الخميس بلقاء رئيس الوزراء كير ستارمر في المقر الريفي الرسمي "تشيكرز"، حيث ستجري مناقشات حول ملفات استراتيجية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.

بهذا المشهد الممزوج بين التاريخ والفخامة السياسية، تراهن بريطانيا على أن الأبهة الملكية يمكن أن تمهّد الطريق لتفاهمات كبرى مع أقوى رجل في العالم.