تفاوض أميركي روسي بلا اتفاق.. 5 مشاهد في لقاء الـ"4 ساعات"
فريقان تفاوضيّان رفيعَا المستوى "لإنهاء النزاع في أوكرانيا".. هذه النتيجة الأولى والمباشرة للقاء أميركي روسي في الرياض الثلاثاء، دام نحو 4 ساعات، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي، لكن دون تحديد موعد للقاء بين الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.
وكان مسؤولون أميركيون وروس كبار بينهم وزيرا خارجية البلدين الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف بدأوا محادثات صباح الثلاثاء في الرياض تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، والتباحث بشأن أوكرانيا، تمهيدا لقمة محتملة بين بوتين وترامب في السعودية.
فرص استثنائية واستعادة تعاون
قال روبيو في مؤتمر صحافي تلا اختتام المحادثات إنّ هدف الولايات المتحدة نهاية "عادلة ودائمة" للحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن "فرصا استثنائية" بانتظار العلاقات الأميركية الروسية إذا انتهت الحرب في.
وأضاف أنّ الاتفاق بشأن أوكرانيا يجب أن يكون "مقبولا" للجميع، مشيرا إلى أنه "مقتنع" بأنّ روسيا راغبة في الانخراط في "عملية جادة" لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
لافروف أكد أن الطرفان اتفقا على صياغة عملية لتسوية الصراع في أوكرانيا، موضحا أن "المحادثات كانت مفيدة واستمعنا لبعضنا البعض". ووصف المحادثات بأنها "لم تكن غير موفقة".
وكشف لافروف أنه اتفق مع نظيره الأميركي على "تهيئة الظروف لاستعادة تعاوننا بالكامل". وشدد على أنه "كان هناك أيضا حرص كبير على رفع القيود أمام التعاون الاقتصادي".
واعتبر أنّ الولايات المتحدة باتت تفهم الموقف الروسي بشكل "أفضل" بعد المباحثات في السعودية، إذ شدد أنه أوضح للوفد الأميركي أن توسيع حلف شمال الأطلسي يمثل تهديدا مباشرا لروسيا.
اتفق وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف أنّ اجتماعهما في الرياض يضع "الأساس للتعاون في المستقبل" بين بلديهما، في ظل الخلافات بينهما، على ما أفادت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء.
وقالت المتحدثة تامي بروس في بيان إنّ روبيو ولافروف اتفقا على "وضع الأساس للتعاون في المستقبل في المسائل ذات الاهتمام الجيوسياسي المشترك والفرص الاقتصادية والاستثمارية التاريخية التي ستظهر من خلال نهاية ناجحة للصراع في أوكرانيا".
هل حصل تقارب بين واشنطن وموسكو؟
أكد مفاوض روسي أن المباحثات كانت "جدية" لكن "من الصعب القول" إن مواقف الطرفين تقاربت بنتيجتها.
وأكد المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف للتلفزيون الرسمي الروسي "من الصعب القول إن (مواقف البلدين) تتقارب"، مشيرا إلى أن الطرفين أجريا "مباحثة جدية للغاية"، مشيرا في الوقت عينه إلى أنه ما زال من المبكر الحديث عن موعد لقمة مرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
يبدو المشهد غير عادي على أكثر من صعيد، إذ إن هذا أول اجتماع أميركي روسي على هذا المستوى وبهذه الصيغة منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، وخلال هذا اللقاء رصدت مشاهدات عديدة هذه أبرزها:
- في مواجهة واحدهما الآخر، جلس وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف حول طاولة كبيرة من خشب الماهوجني، وتفصل بينهما باقات كبيرة من الزهور البيضاء، ويقودان وفديهما.
- واجه وزير الخارجية الأميركي الجديد (53 عاما)، اليد العجوز للدبلوماسية الروسية (74 عاما). وبحسب ما ورد لم يسبق للمسؤولين أن التقيا من قبل، ولم يجريا سوى مكالمة هاتفية قبل بضعة أيام. وانضم إليهما من الجانب الأميركي مستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
على الجانب الروسي، هناك أيضا يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي لفلاديمير بوتن. يبدو الجميع متوترين، مدركين للمخاطر والطبيعة الاستثنائية لهذا الاجتماع الذي يقلق كييف والعواصم الأوروبية التي تخشى أن يتقرر مصير أوكرانيا من دونهم.
- يأتي الاجتماع في الرياض بعد 3 سنوات من التجميد الشبه الكامل للعلاقات، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء لاحرب الروسية الأوكرانية. لكن من الواضح أن هناك أيضا عدم ثقة، وكأن كل طرف يقيس الطرف الآخر لتحديد درجة صدقه، بحسب فرانس برس.
- لا ابتسامات، ولا مصافحات أمام الكاميرات.
- عدد أقل من التصريحات للصحافة حيث بدأ الاجتماع قبل الساعة 7:30 بتوقيت غرينيتش، أي بعد وقت قصير من الجدول الزمني الأولي.
ماذا بحث الطرفان في الرياض؟
بدأ المسؤولون محادثات تهدف إلى إصلاح العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، والتباحث بشأن حرب أوكرانيا.
والتقى وفدا البلدين في قصر "الدرعية" بالعاصمة السعودية الرياض.
وجلس روبيو بجوار مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما جلس لافروف إلى جانب مستشار الكرملين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف.
أوكرانيا غائبة عن "المباحثات الثنائية"
يأتي هذا الاجتماع في غياب المسؤولين الأوكرانيين، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين إن بلاده لن تقبل نتيجة هذه المحادثات إذا لم تشارك فيها كييف، فيما قال أوشاكوف إن المحادثات ستكون "ثنائية بحتة" ولن يشارك فيها أي مسؤولين أوكرانيين.
وتعتبر هذه المباحثات هي الأولى من نوعها على هذا المستوى بين الجانبين منذ الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022.