صراعات‎

ترامب يركز على حرب أوكرانيا.. هل ترك غزة لنتنياهو؟

نشر
blinx
في وقت تتجه فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى التصعيد، يتجه تركيز الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو الملف الأوكراني، ساعيًا إلى دفع جهود إنهاء الحرب بين موسكو وكييف.
وبحسب موقع "أكسيوس"، قرر ترامب عدم التدخل في القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة، مفضّلًا ترك المجال أمامها للتحرك بشكل مستقل.
وبينما امتنعت الإدارة الأميركية عن التعليق رسميًا، لم يوضح ترامب ما إذا كان يدعم أو يعارض احتمال احتلال إسرائيل الكامل للقطاع.
ويأتي كل ذلك تزامنا مع تحرك واسع على مستوى ملف الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس ترامب نظيره الروسي خلال الأيام القليلة المقبلة.
ووافق "الكابينت" الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة على خطة للسيطرة على مدينة غزة، وهو ما اعتبره السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مسألة إسرائيلية "والقرار بيد الإسرائيليين وحدهم"، وهو ما يتماشى مع موقف ترامب الذي أعلنه الثلاثاء.
وكان الرئيس الجمهوري قال إن "احتلال قطاع غزة بأكمله أمر متروك لإسرائيل"، مبديا عدم قلقه حينها بشأن التقارير عن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للحثّ على "غزو" كامل للقطاع، حتى مع تأكيد رغبته في إدخال المزيد من المساعدات.

غياب تعليق من البيت الأبيض

جاءت موافقة "الكابينت" الإسرائيلي ليل الخميس-الجمعة على الخطة الأمنية التي قدّمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ"هزم" حركة حماس في قطاع غزة، وسط صمت تام من البيت الأبيض الذي لم يصدر أي تعليق حتى بعد مرور ساعات على الموافقة الإسرائيلية على القرار.

ترامب الغاضب

وكانت شبكة NBC الأميركية، كشفت نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن اتصالًا هاتفيًا جرى الأسبوع الماضي بين الرئيس ترامب ونتنياهو، تحوّل سريعًا إلى شجار صاخب بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وبحسب التقرير، جاء الاتصال بعد تصريح أدلى به نتنياهو في القدس زعم فيه أنه "لا توجد مجاعة في غزة". لكن ترامب، وخلال زيارة له إلى اسكتلندا في اليوم التالي، قال إنه شاهد صورًا لأطفال في غزة "يبدون جائعين جدًا"، مضيفًا: "هناك مجاعة حقيقية، ولا يمكن تزوير ذلك".
في وقت لاحق من اليوم نفسه، طلب نتنياهو عقد مكالمة عاجلة مع ترامب، حيث أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن التقارير عن الجوع في غزة ما هي إلا "دعاية من حماس"، إلا أن ٣ مسؤولين أميركيين كشفوا أن ترامب قاطعه بصوت مرتفع قائلًا: "لست مستعدًا لسماع أن المجاعة في غزة مفبركة، أطلعت على صور لأطفال يتضوّرون جوعًا".
وبحسب أحد هؤلاء المسؤولين، فإن المكالمة كانت "من طرف واحد تقريبًا، حيث تحدّث ترامب وحده مطولًا، وركّز بغضب على موضوع المساعدات الإنسانية".
وعقب المحادثة، أرسل البيت الأبيض مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لزيارة إسرائيل من أجل دراسة سبل تحسين أداء صندوق الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، ومعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لتوسيع أنشطته.

انسحاب بعد الغضب؟

وعندما سُئل ترامب في اليوم التالي عما إذا كان سيدعم احتلالًا إسرائيليًا لقطاع غزة، رد ترامب على سؤال من قبل الصحفيين: "لا أعرف ما هو المقترح، أعلم أننا موجودون هناك الآن لإطعام الناس"، وفقا لشبكة (سي إن إن).
لكن ترامب قال إنه "سيترك القرار لإسرائيل"، مؤكدا أن هدفه هو "تخفيف الأزمة الإنسانية"، وفق أسوشيتد برس.
واختتم حديثه قائلا: "أما بالنسبة لبقية الأمر، فلا أستطيع الجزم بذلك، الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير".

هاكابي واحتلال غزة

كما اعتبر السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مؤخرًا أن قرار سيطرة إسرائيل على غزة مسألة تخصهم.
وقال هاكابي لشبكة سي بي إس نيوز في مقابلة أجريت معه الخميس: "ليس من واجبنا أن نملي عليهم ما يجب عليهم فعله أو لا يجب عليهم فعله". وأضاف: "بالتأكيد، إذا طلبوا الحكمة والمشورة والنصح، فأنا متأكد من أن الرئيس (ترامب) سيقدمها. لكن في النهاية، القرار بيد الإسرائيليين وحدهم".
وعندما سُئل عن عائلات الرهائن الذين يعارضون التوسع في غزة، ومن بينهم عائلة قالت إنه سيكون بمثابة "حكم إعدام"، قال هاكابي: "للعائلات وجهات نظر مختلفة حول ما يجب فعله وما يمكن فعله".

لقاء ترامب-بوتين على وقع "احتلال كامل لغزة"

وعلى وقع توسيع العملية السعكرية في غزة، أكد ترامب الخميس استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين حتى في حال لم يوافق الأخير على الاجتماع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وعندما سألته صحافية في المكتب البيضوي عمّا إذا كان مطلوبا من بوتين أن يجتمع بزيلينسكي أولا، أجاب ترامب "كلا، ليس عليه أن يفعل ذلك، كلا".
وأضاف "إنهم يرغبون في مقابلتي، وأنا سأفعل ما بوسعي لوقف القتل".
وبالنسبة للرئيس الروسي، فإنّ "الظروف" لم تتهيّأ بعد لعقد ثنائي مع نظيره الأوكراني.
وكان ترامب أشار الأربعاء إلى إمكانية أن يعقد "قريبا جدا" لقاء مع الرئيس الروسي.
وسيكون هذا أول اجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وعُقد آخر لقاء مباشر بين ترامب وبوتين في 2019 على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان، في حين يعود آخر لقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة إلى يونيو 2021 حين التقى الرئيس السابق جو بايدن ببوتين في جنيف.
ومنذ بدء الولاية الثانية لترامب تحدّث سيدا البيت الأبيض والكرملين عبر الهاتف مرات عدة.
وفشلت حتى الآن ٣ جولات من المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف في تحقيق أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، إذ تبدو مطالب الجانبين متباعدة لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وحدّد ترامب مهلة نهائية لروسيا تنتهي اليوم الجمعة للتوصّل إلى اتفاق مع كييف، وذلك تحت طائلة فرض عقوبات أميركية شديدة عليها.
وعندما سُئل الخميس عمّا إذا كانت هذه المهلة لا تزال سارية، أجاب ترامب أنّ "الأمر يعتمد على بوتين، سنرى ما سيقوله".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة