صراعات‎

نقص صفائح في دماء الأهالي.. وإسرائيل تنفي مجاعة غزة

نشر
blinx
نفت إسرائيل رصد أي مجاعة في غزة، متهمة حركة حماس بتحقيق الأرباح من بيع المساعدات الإنسانية، رغم دعوة أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، الأربعاء، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع في غزة.
وفي تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية، تشير إسرائيل إلى أنّها منذ فرضت حصارًا في مارس، والاستعانة بمؤسسة غزة الإنسانية، واجهت حركة حماس أسوأ أزمة مالية منذ عقود، ولم تعد قادرة على دفع رواتب مقاتليها أو إصلاح شبكة أنفاقها ومخابئها تحت القطاع.
ولطالما زعمت إسرائيل أن حماس جنت أموالًا من مصادرة وبيع المساعدات الدولية الداخلة إلى غزة، رغم نفي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة ذلك.
وقُتل أكثر من 800 شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي من جنود إسرائيليين متمركزين قرب مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة، وسط تقارير عن معاناة لا توصف للسكان الذين يسقطون قتلى من شدّة الجوع، آخرهم الرضيع يوسف الذي مات من نقص الحليب.

"إضعاف حماس"

تقول إسرائيل إن استراتيجيتها في خنق دخول المساعدات إلى غزة أضعفت بشدّة البنية المالية والإدارية لحركة حماس.
وبينما تنفي وجود مجاعة، تشير مصادر إلى أنّ نقص المساعدات أدّى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وخلق ضغطاً داخلياً كبيراً على الحركة.
فيما أفاد مسؤولون إسرائيليون أن هذا أدّى أيضًا إلى أسوأ أزمة مالية تواجهها حماس منذ عقود.
ووفق التلغراف فإنّ حماس لم تتمكن من دفع رواتب مقاتليها أو إصلاح شبكة أنفاقها ومخابئها تحت القطاع. كما أفادت التقارير بأنّ نقص السيولة النقدية جعل حماس عاجزة عن دفع رواتب موظفي الشرطة والوزارات.
وفي ردّ على طلب للتعليق، أيّد مسؤول في البيت الأبيض الموقف الإسرائيلي الذي يحمّل حماس المسؤولية. وقال إن الولايات المتحدة تدعم مؤسسة غزة الإنسانية التي تتولى حاليا توزيع المساعدات.
وقال المسؤول "من المروع أن تواصل حماس استهداف هذه المساعدات الحيوية، وتعوق قدرة مؤسسة غزة الإنسانية على تقديم المساعدات المُنقذة للحياة من خلال رصد مكافآت للنيل من عمال الإغاثة، واستهداف المتعاقدين، ونشر معلومات مُضللة".
من جهتها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع الثلاثاء، قوله إن القوات الإسرائيلية لم ترصد أي مجاعة، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات "لاستقرار الوضع الإنساني".
وأقرّ المسؤول، الذي تحدث للصحفيين شرط عدم الكشف عن هويته، بانخفاض كبير في كمية المساعدات، لكنّه ألقى باللوم على هيئات الأمم المتحدة لعدم جمع وتوزيع الموادّ الغذائية والإمدادات.
وقال إن نحو 950 شاحنة محمّلة بالإمدادات تنتظر استلامها من قبل الأمم المتحدة من الجانب الفلسطيني من معبري كرم أبو سالم وزيكيم.

مقتل أكثر من 800 أثناء الحصول على مساعدات

وقُتل أكثر من 800 شخص خلال الأسابيع القليلة الماضية أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي من جنود إسرائيليين متمركزين قرب مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.
وترفض الأمم المتحدة نظام عمل هذه المؤسسة وتعدّه غير آمن بطبيعته ويمثل انتهاكا لمبادئ الحياد الإنساني اللازمة لضمان نجاح التوزيع.
وبسبب نقص المساعدات وسياسة التجويع التي تنفيها إسرائيل، لفظ الرضيع يوسف أنفاسه الأخيرة على طاولة في مستشفى بمدينة غزة الثلاثاء، وقد استبد الهزال بجسده لدرجة برزت معها ضلوع صدره فيما ذكر الأطباء أن سبب وفاته هو الجوع.
وقال الأطباء إن الرضيع، 6 أسابيع، كان من بين 15 فلسطينيا ماتوا جوعا في القطاع الفلسطيني خلال الساعات الـ24 الماضية إذ أصبح سوء التغذية والجوع أسرع فتكا بالفلسطينيين من أيّ وقت مضى منذ بداية الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.
وقال أدهم الصفدي عمّ الرضيع إن "عائلة يوسف لم تجد لبن (حليب) أطفال لإرضاعه".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كتب أحد المراسلين الميدانيين في منشور أن الجرحى القادمين من القصف الإسرائيلي ينزفون دمًا أقلّ رغم خطورة إصاباتهم.
‏وبحسب تفسير أحد الأطباء، فإنّ الجوع الشديد يؤدّي إلى انخفاض الصفائح الدموية وسوائل الجسم، ما يُضعف الدورة الدموية ويقلل النزيف لكنّه يجعل المصاب أكثر عرضة لانهيار سريع وموت مفاجئ خلال دقائق.

نقص الغذاء والدواء

أظهرت إحصاءات الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن نحو 146 شاحنة مساعدات في المتوسط دخلت يوميا إلى غزة خلال الحرب. وقالت الولايات المتحدة إن هناك حاجة إلى 600 شاحنة يوميا كحدّ أدنى لإطعام سكان غزة.
وقال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة "المستشفيات مزدحمة فوق طاقة استيعابها بالجرحى نتيجة النيران، وغير قادرة على توفير المساعدة للمواطنين الذين يعانون من المجاعة بسبب نقص الطعام والأدوية".
وأضاف الدقران أن نحو 600 ألف شخص يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 60 ألف امرأة حامل. وقال إن أعراض الجوع تشمل الجفاف والأنيميا.

فلسطينيون يحملون مساعدات في غزة. AFP

وأشارت منظمات إغاثة وأطباء وسكان إلى نقص حاد في حليب الأطفال.
وشوهد رجال وشبان يحملون أكياس الطحين وهم يسيرون بين المباني المدمرة في مدينة غزة لجمع ما يمكنهم من طعام من مستودعات المساعدات.
وقال محمد جندية "بقالنا 5 أيام إحنا ما أكلناش.. إحنا عايشين في مجاعة كبيرة".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة