صراعات‎

"الحليب بـ100 دولار".. مات الرضيع يوسف و"عرض الرعب" مستمر في غزة

نشر
Reuters
 & 
رقد الرضيع يوسف جثة هامدة عبارة عن جلد على عظم على طاولة مستشفى في مدينة غزة، وقال الأطباء إن الجوع هو سبب الوفاة.
وذكر الأطباء أن الرضيع (ستة أسابيع) كان من بين 15 فلسطينيا ماتوا جوعا في القطاع الفلسطيني خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إذ أصبح سوء التغذية والجوع أسرع فتكا بالفلسطينيين من أي وقت مضى منذ بداية الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.
وقال أدهم الصفدي عم الرضيع إن عائلة يوسف لم تجد لبن (حليب) أطفال لإرضاعه.
وأضاف وهو ينظر إلى ابن أخيه المتوفي "كل ما تروح تدور على علبة الحليب متلقيهاش، حق علبة الحليب صار 100 دولار".
وثلاثة آخرون ممن لقوا حتفهم أطفال، ومن بينهم عبد الحميد الغلبان (13 عاما) الذي توفي في مستشفى بمدينة خان يونس جنوب غزة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون لأول مرة منذ بدء الحرب إن العشرات يموتون جوعا.
ونفد المخزون الغذائي في غزة منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس قبل أن ترفع الحصار عنه في مايو أيار، متخذة إجراءات جديدة تقول إنها ضرورية لمنع تحويل المساعدات إلى الفصائل المسلحة.
ويقول مسؤولو القطاع الطبي الفلسطيني إن ما لا يقل عن 101 شخص ماتوا جوعا منذ بداية الحرب، من بينهم 80 طفلا، ومعظمهم في الأسابيع القليلة الماضية.
وتسيطر إسرائيل على جميع إمدادات المساعدات الواردة إلى القطاع الذي دمرته الحرب، حيث يواجه السكان الذين نزح معظمهم مرات عدة نقصا حادا في الاحتياجات الأساسية.
وقُتل أكثر من 800 شخص في الأسابيع القليلة الماضية في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، معظمهم في عمليات إطلاق نار جماعي من جنود إسرائيليين متمركزين قرب مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.
وترفض الأمم المتحدة نظام عمل هذه المؤسسة وتعده غير آمن بطبيعته ويمثل انتهاكا لمبادئ الحياد الإنساني اللازمة لضمان نجاح التوزيع.

"عرض رعب"

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الوضع الذي يعيشه سكان القطاع الفلسطيني، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بأنه "عرض رعب".
وقال لمجلس الأمن "نشهد منظومة إنسانية، تأسست على المبادئ الإنسانية، تلفظ أنفاسها الأخيرة. هذه المنظومة محرومة من الشروط اللازمة للعمل".

نفاد مخزون المجلس النرويجي للاجئين

وأعلن المجلس النرويجي للاجئين، الذي دعم مئات الآلاف من سكان غزة في السنة الأولى من الحرب، أن مخزونه من المساعدات نفد وأن بعض موظفيه يتضورون جوعا.
وقال مدير المجلس يان إيجلاند لرويترز "وزعنا آخر خيمة لدينا، وآخر طرد غذائي، وآخر المواد الإغاثية، ولم يتبق شيء".
وأضاف "إسرائيل لا تلين، إنهم لا يريدون إلا شل عملنا".
ورغم التنديد الدولي بعمليات القتل الجماعي للمدنيين والنقص الحاد في المساعدات في غزة فإنه لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن لوقف الصراع أو زيادة الإمدادات بشكل ملحوظ.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم إن صور المدنيين الذين يُقتلون في غزة خلال توزيع المساعدات الإنسانية "لا يمكن تحملها"، وحثت إسرائيل على الوفاء بتعهداتها بتحسين الوضع الإنساني لكنها لم تحدد الإجراءات التي ستتخذها الدول الأوروبية.
وكتبت فون دير لاين على منصة إكس "لا يجوز استهداف المدنيين. أبدا. الصور الواردة من غزة لا يمكن تحملها. يجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى تدفق المساعدات الإنسانية بحرية وأمان وسرعة، وإلى الاحترام الكامل للقانون الدولي والإنساني".

لم نأكل منذ أيام

حمل رجال وشبان أكياس دقيق وساروا بين المباني المدمرة في مدينة غزة لجمع ما يمكنهم من طعام من مستودعات المساعدات
وقال محمد جندية "بقالنا خمسة أيام إحنا ما أكلناش... إحنا عايشين في مجاعة كبيرة".
وقال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة "المستشفيات مزدحمة فوق طاقة استيعابها بالجرحى نتيجة نيران الجيش الإسرائيلي، وغير قادرة على توفير المساعدة للمواطنين الذين يعانون من المجاعة بسبب نقص الطعام والأدوية".
وأضاف الدقران أن نحو 600 ألف شخص يعانون من سوء التغذية، بينهم ما لا يقل عن 60 ألف امرأة حامل. وقال إن أعراض الجوع تشمل الجفاف والأنيميا.
وأشارت منظمات إغاثة وأطباء وسكان إلى نقص حاد في حليب الأطفال.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة