مفاوضات هدنة غزة في أسبوعها الثاني.. وحدها أميركا متفائلة
دخلت المفاوضات الهادفة للتوصل الى إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤل بتحقيق اختراق مع تواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع المنصرم، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوما يتخللها الإفراج عن رهائن.
وأعرب ترامب عن أمله في التوصل إلى "تسوية" خلال الأسبوع الحالي بشأن الحرب المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس. وقال مساء الأحد "نحن نجري محادثات ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل".
مسؤول مطلع على المفاوضات كشف لفرانس برس أن الوسطاء يبحثون "آليات مبتكرة" من أجل "تضييق الفجوات المتبقية" بين وفدي التفاوض في الدوحة.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته نظرا لحساسية المباحثات، أن "الوسطاء يبحثون بشكل نشط عن آليات مبتكرة للمساهمة في تضييق الفجوات المتبقية والحفاظ على زخم المفاوضات".
وأكد أن "المباحثات تتواصل اليوم في قطر"، لافتا إلى أن "النقاشات تتركّز حاليا على الخرائط المقترحة لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة".
واتهمت حركة حماس الاثنين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمّد "إفشال" جهود الوسطاء في ظل عدم رغبته بالتوصل الى "أيّ اتفاق" لوقف اطلاق النار في غزة.
وقالت حماس إن "نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض، الواحدة تلو الأخرى، ولا يريد التوصّل إلى أيّ اتفاق".
وقال مسؤول فلسطيني مطلع لفرانس برس إن "المفاوضات غير المباشرة بين حماس واسرائيل تتواصل بالدوحة، ووفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية يتواجد هناك".
وأشار الى أن "الوسطاء المصريين والقطريين مع الجانب الأميركي يواصلون بذل الجهود من أجل تقديم إسرائيل خريطة معدلة للانسحاب تكون مقبولة".
وكان مصدر فلسطيني مطلع كشف سابقا أن حماس رفضت مقترحات إسرائيلية تشمل "إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وهذا ليس انسحابا"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40 في المئة من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس".
في المقابل، اتهم مسؤول إسرائيلي الحركة برفض "تقديم تنازلات" وبشن "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات".
اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين.
ومن بين 251 رهينة خطفهم مقاتلو حماس في هجوم أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بقصف عنيف وعمليات عسكرية قتل فيها أكثر من 58026 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
سياسيا، يشارك وزيرا الخارجية الإسرائيلي والفلسطينية في اجتماع بين الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة الواقعة إلى جنوبه في بروكسل الاثنين، في أول حضور مشترك في لقاء على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب في غزة.
لكن السلطة الفلسطينية نفت أن يكون جدول الأعمال يتضمن لقاء بين الوزيرة الفلسطينية فارسين أغابكيان شاهين، ونظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر.
وفي إسرائيل، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه سيكون مستعدا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، وعندما تلقي حماس السلاح.
"مدينة نتنياهو الإنسانية"
ويواجه رئيس الوزراء ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب في ظل تزايد الخسائر البشرية للجيش والاستياء الشعبي من عدم حل ملف الرهائن على وجه الخصوص.
كما يواجه انتقادات لاذعة بشأن مشروع ما يعرف بـ"المدينة الإنسانية"، والقائم على إقامة منطقة مغلقة في جنوب غزة ونقل سكان من القطاع إليها.
ووصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) المنشأة المقترحة بأنها "معسكر اعتقال"، بينما أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المملكة المتحدة عن "صدمة" من الطرح.
وتشير تقارير صحافية الى وجود تحفظات كبيرة على هذا المشروع حتى من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المشروع نوقش في اجتماع أمني عقد في مكتب رئيس الوزراء الأحد عشية مثول نتنياهو أمام القضاء في جلسة جديدة من محاكمته الطويلة بتهم الفساد.