صراعات‎

حرب الموساد داخل إيران.. اغتيالات وخداع وأسلحة مصغّرة

نشر
blinx
من هواتف مخترقة وخوارزميات تحليل صور، إلى عملاء سريين وخداع استخباراتي، ما بدأ كمجموعة من التحركات الاستخباراتية المتفرقة، تحوّل إلى حملة جوية إسرائيلية مباغتة ضد إيران وصفت بأنها الأكثر تعقيدًا منذ عقود.

عملية خداع قاتلة في طهران

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر استخبارية، عن تفاصيل واحدة من أكثر العمليات جرأة: خدعة هاتفية دقيقة نفذها جهاز الموساد، استدرجت كبار قادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني إلى قبو محصّن في طهران، قبل أن تُستهدف الغرفة بضربة جوية دقيقة أدت إلى مقتلهم جميعًا.
وبحسب المعلّق الإسرائيلي أميت سيغال، عبر بودكاست Call Me Back على القناة 12، وأكده تقرير The Jewish Chronicle البريطانية، نفذت الاستخبارات الإسرائيلية مكالمة هاتفية مزيفة استهدفت 20 من كبار ضباط القوة الجو-فضائية، بمن فيهم القائد العام اللواء أمير علي حاجي زاده ونوابه، وطلبت منهم حضور اجتماع "طارئ" في منشأة آمنة بالعاصمة.
الاجتماع المزعوم كان جزءًا من حملة تضليل استخبارية شاملة استمرت أيامًا، استخدمت فيها قنوات اتصال إيرانية داخلية مزيفة.
وبعد وصول القادة إلى الموقع، استهدفتهم طائرة إسرائيلية بضربة دقيقة قُبيل بدء الحملة الجوية الكبرى، ما أدى إلى مقتل المسؤولين عن منظومة الصواريخ الإيرانية.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن هذه الضربة منعت إطلاق ما يزيد عن ألف صاروخ باليستي كان مخططًا استهداف إسرائيل بها.

حملة منظمة ومعقّدة

في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية لصحيفة فايننشال تايمز بأن هذه العملية لم تكن استثناء، بل جزء من حملة سرية متعددة السنوات، خططت لها ونفذتها شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) بالتعاون مع جهاز الموساد، وشاركت فيها وحدات تكنولوجية ومدنية إسرائيلية.
التحضيرات شملت استخدام أقمار صناعية تجارية، برمجيات تُخفي نقل البيانات على أنها "حركة سوشال ميديا"، وعملاء سريين على الأرض، إضافة إلى تطوير أسلحة مصغّرة مخفية داخل مركبات مدنية. الهدف كان واضحًا: بناء بنك أهداف واسع يتم تدميره خلال الساعات الأولى من أي حملة عسكرية.
بحلول مارس 2025، كانت وحدات التحليل التابعة لـ"أمان" قد حددت ما تُسميه "مراكز ثقل" في البنية الأمنية والعسكرية الإيرانية، مثل مواقع الدفاع الجوي، منشآت نووية، ومراكز إطلاق صواريخ.

ضربة استباقية منسّقة

في الساعات الأولى من العملية، نُفذت ضربات منسّقة استهدفت أربعة أنواع من الأهداف: قادة عسكريون كبار، الدفاعات الجوية حول المواقع الاستراتيجية، أجزاء من المنشآت النووية، وقواعد إطلاق الصواريخ غرب إيران.
ووفقاً لتصريحات ميري إيسين، مسؤولة استخبارات سابقة، فإن إسرائيل تمكنت من اغتيال 15 شخصية في توقيت متزامن، ما عرقل قدرة القيادة الإيرانية على الرد.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لشبكة "فوكس نيوز" إن الضربة الجوية التي نُفذت في 13 يونيو كانت "أكثر فاعلية من المتوقع"، لا سيما بعد استهداف أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيّرة الإيرانية في الموجات التالية.

تخبّط داخل إيران

داخل إيران، بدأت تتضح آثار الحملة. دعا أحد قادة الحرس الثوري السابقين المواطنين إلى فحص أسطح منازلهم بحثًا عن طائرات مسيّرة صغيرة، واتهم مجموعات معارضة بتهريبها.
كما حذر قائد الشرطة أحمد رضا رادان من أن "الهواتف المحمولة تُستخدم في الاغتيالات"، وطالب بتعطيل جميع أجهزة الهواتف التابعة للقادة والعلماء النوويين.
لكن مصادر مقربة من العمليات الإسرائيلية ترى أن مثل هذه التحركات جاءت متأخرة. فقد كانت الشبكة الاستخباراتية الإسرائيلية قد رسخت وجودها داخل إيران عبر أدوات متنوعة، تقنية، بشرية، ومعلوماتية، يصعب مواجهتها بإجراءات تقليدية.

هيمنة استخباراتية

الموساد، الذي سبق أن اغتال علماء نوويين باستخدام أسلحة آلية عن بُعد، ونفذ عمليات جريئة مثل تهريب الأرشيف النووي الإيراني، أطلق هذه المرة حملة شاملة تُوّجت بنشر فيديو نادر يُظهر وحداته وهي تطلق طائرات مسيّرة وصواريخ موجهة من داخل الأراضي الإيرانية.
وقال مسؤول دفاع أميركي سابق: "ما رأيناه هو شكل جديد من أشكال السيطرة الاستخباراتية الكاملة. لم نشهد في أي نزاع حديث قدرة طرف على فهم خطط وتحركات عدوه بهذا العمق".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة