صراعات‎

هل ينهي "نقص الصواريخ" الحرب بين إسرائيل وإيران؟

نشر
blinx
تشير المعطيات العسكرية إلى أن الحرب بين إسرائيل وإيران قد لا تطول، لا بسبب التهدئة أو الوساطات، بل بسبب نفاد الذخيرة الصاروخية لدى الطرفين، بحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست.
منذ اندلاع المواجهة يوم الجمعة، تكررت المشاهد نفسها في سماء إسرائيل: وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية ينطلق، تتصدى له منظومات الدفاع الإسرائيلية بصعوبة وتكلفة عالية.
وعلى الرغم من أن معظم الصواريخ يتم اعتراضها، إلا أن بعضها ينجح في الوصول إلى أهدافه.

إيران تستهلك مخزونها

تفيد التقديرات الإسرائيلية بأن إيران كانت تمتلك نحو ألفي صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل، لكن الضربة الجوية المفاجئة التي شنتها إسرائيل فجر الجمعة، بالتزامن مع عمليات تخريبية داخل إيران، أدت إلى تدمير نسبة كبيرة من هذا المخزون.
ومنذ ذلك الحين، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ من ترسانتها، في حين دمّرت إسرائيل ما يقارب 120 من قواعد الإطلاق الإيرانية، أي نحو ثلثها.
كما أعلنت إسرائيل أنها حققت تفوقاً جوياً على طهران في وقت أبكر من المتوقع، ما يضعف قدرة إيران على مواصلة الهجمات.
وتؤكد المؤشرات الميدانية أن كثافة القصف الإيراني بدأت تتراجع بوضوح، من أكثر من 150 صاروخاً أُطلقت ليلة الجمعة، إلى عشرة فقط بعد ظهر الثلاثاء.

الدفاع الإسرائيلي باهظ الثمن

ورغم نجاح منظومات الدفاع الإسرائيلية في صد أكثر من 90% من الصواريخ، فإن كلفة الدفاع مرهقة.
صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية كشفت أن الدفاع الجوي يكلف إسرائيل نحو مليار شيكل (285 مليون دولار) في الليلة الواحدة.
وبحسب مصادر أمنية أميركية وإسرائيلية، فإن إسرائيل قد لا تتمكن من الاستمرار في الدفاع على هذا النحو لأكثر من 10 إلى 12 يوماً، ما لم تحصل على دعم عسكري عاجل من الولايات المتحدة.
في حال استمرار وتيرة الهجمات الإيرانية، فإن إسرائيل ستكون مضطرة قريباً إلى ترشيد استخدام صواريخ الدفاع وانتقاء الأهداف ذات الأولوية.

صواريخ بملايين الدولارات

تعتمد إسرائيل في التصدي للهجمات الإيرانية على منظومة دفاع متعددة الطبقات، أبرزها: القبة الحديدية (للصواريخ قصيرة المدى)، مقلاع داوود، منظومة "حيتس" (Arrow)، وأنظمة باتريوت وتاد الأميركية.
لكن بحسب الخبير الإسرائيلي طلال إنبار، فإن التصدي لصواريخ إيران يتطلب استخدام منظومة "حيتس" التي تطلق صواريخ تكلفتها 3 ملايين دولار للواحد.
أما القبة الحديدية، فهي فعالة فقط ضد الصواريخ البدائية التي تستخدمها فصائل مثل حماس، لكنها غير مجدية أمام الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تنطلق بسرعات خارقة في الغلاف الجوي.
ليلة الجمعة، فشلت منظومة الدفاع في اعتراض صواريخ إيرانية أصابت وسط تل أبيب وكادت تضرب مقر قيادة الجيش الإسرائيلي.
وفي الليالي التالية، أصابت صواريخ إيرانية مصفاة نفط رئيسية قرب حيفا، ومحيط مقر الاستخبارات الإسرائيلية شمال تل أبيب.

خسائر متصاعدة

أفادت الحكومة الإسرائيلية بأن 35 من أصل 400 صاروخ إيراني فقط وصلت إلى أهدافها، ما يعكس نجاحاً دفاعياً بنسبة تفوق 90%. ومع ذلك، قُتل 24 شخصاً وأصيب أكثر من 600 بجروح.
أما في إيران، فقد أعلنت السلطات أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصاً حتى مساء الأحد، دون التمييز بين العسكريين والمدنيين.

الإنتاج الصاروخي الإيراني في خطر

يرى خبراء أن إسرائيل بدأت تركز على استهداف منشآت إنتاج الصواريخ داخل إيران، ما قد يؤدي إلى تدهور طويل الأمد في قدرات طهران الصاروخية. يقول جيم لامسون، الخبير في شؤون التسلح: "إذا لم تغير إيران نظامها أو تقبل باتفاق لوقف إنتاج الصواريخ، فستواجه صعوبة بالغة في إعادة بناء ترسانتها".

نهاية الصراع.. حين تنفد الصواريخ؟

كل من إسرائيل وإيران يدرك أن هذا النوع من الحرب المكلفة لا يمكن أن يستمر طويلاً.
ومع تراجع المخزون وتضخم التكاليف، قد لا يكون الخيار الوحيد على الطاولة هو الانتصار العسكري، بل الوصول إلى وقف إطلاق نار تفرضه الحقائق العسكرية على الأرض.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة