حماس وعشيرة ومنظمة.. ما أسباب أزمة "مساعدات غزة"؟
قالت مصادر مطلعة لرويترز إن حركة حماس أعدمت أربعة رجال نهبوا بعض شاحنات المساعدات التي بدأت تدخل غزة.
ويأتي ذلك في حين واجهت حماس تحديا من زعيم عشيرة في جنوب القطاع بشأن حراسة قوافل المساعدات.
وذكر مصدر أن الأربعة شاركوا في واقعة حدثت الأسبوع الماضي عندما قُتل ستة مسؤولين أمنيين في غارة جوية إسرائيلية وهم يعملون على منع أفراد العصابات من نهب شاحنات المساعدات.
وقال أحد المصادر لرويترز "الأربع مجرمين الذين تم إعدامهم متورطين في جرائم سرقات والتسبب في مقتل عناصر قوة أمنية كانت مكلفة بحراسة شاحنات المساعدات".
وأفاد بيان أصدره فصيل يطلق على نفسه اسم "المقاومة الفلسطينية" بأن سبعة مشتبه بهم آخرين قيد الملاحقة.
"أبو شباب" في رفح يتحدى حماس
قال ياسر أبو شباب، وهو زعيم عشيرة كبيرة في منطقة رفح الخاضعة الآن لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل، إنه يُشكّل قوة لتأمين وصول المساعدات إلى بعض أجزاء القطاع. ونشر صورا لمسلحين من أفراد العشيرة وهم يستقبلون ويُنظمون حركة شاحنات المساعدات.
ولا تستطيع حماس العمل في منطقة رفح التي يسيطر أبو شباب على بعض المناطق بها، واتهمته الحركة بنهب شاحنات المساعدات الدولية في الأشهر الماضية وبوجود صلات له مع إسرائيل.
وينفي أبو شباب، عبر صفحة على فيسبوك باسمه، أنه يمثل أي جهة ويرفض اتهامات النهب.
ويُوصف أبو شباب على هذه الصفحة بأنه "قائد شعبي... وقف أمام الفساد والنهب وبذل كل ما يستطيع لحماية المساعدات".
لكن مسؤولا أمنيا في حماس وصف أبو شباب بأنه "أداة من أدوات الاحتلال (الإسرائيلي) لتمزيق الجبهة الداخلية الفلسطينية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك تعاون بين الأمم المتحدة وعشيرة أبو شباب، قال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن المكتب لم يدفع أموالا لأي شخص من أجل حراسة شاحنات المساعدات.
وقال المتحدث "ما نفعله هو التحدث إلى السكان بشكل متكرر، وبناء الثقة، والتواصل مع السلطات بشأن الحاجة الملحة لوصول المزيد من المساعدات عبر المزيد من الطرق والمعابر".
اتهامات المساعدات بين حماس وإسرائيل
بدأت المساعدات الإنسانية تتدفق على غزة الأسبوع الماضي بعد أن رضخت إسرائيل للضغوط الدولية ورفعت الحصار الذي فرضته على دخول المساعدات في أوائل مارس. وأشار مرصد عالمي لمراقبة الجوع إلى أن الحصار جعل نصف مليون شخص في القطاع يواجهون المجاعة.
وتقول منظمات الإغاثة إن عمليات التسليم واجهت عراقيل بسبب النهب، لكنها أشارت إلى أن الحصار الذي فرضته إسرائيل هو الذي دفع مئات الآلاف إلى حالة من اليأس.
واتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، ولا يزال الجدل محتدما حول مسألة السيطرة على شاحنات المساعدات.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن فرق الأمن التابعة لحماس موجودة للاستيلاء على الإمدادات وليس لحمايتها، لكنها لم تقدم أي دليل على قيام حماس بأي عمليات نهب منذ أن خففت إسرائيل الحصار الأسبوع الماضي.
استقالة مفاجئة لمدير "غزة الإنسانية"
أعلن مدير منظمة "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة استقالته من منصبه بشكل مفاجئ وبمفعول فوري الأحد، ما عزز حالة عدم اليقين بشأن مستقبل هذا الجهد الإغاثي.
وفي بيان صادر عن المؤسسة، أوضح المدير التنفيذي للمنظمة جيك وود أنه شعر بأنه مضطر للمغادرة بعدما تيقن بأن المنظمة لا تستطيع انجاز مهمتها مع التزامها "بالمبادئ الإنسانية".
وتعهدت المؤسسة التي تتخذ من جنيف مقرا لها منذ فبراير بتوزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوما من عملها.
لكن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية أعلنت أنها لن تتعاون معها وسط اتهامات بأن المنظمة تتعاون مع إسرائيل.
وقال وود في بيانه "قبل شهرين، تم التواصل معي بشأن قيادة جهود مؤسسة غزة الانسانية بسبب خبرتي في العمليات الإنسانية".
أضاف "مثل الكثيرين في جميع أنحاء العالم، أصبت بالهلع وانفطر قلبي بسبب أزمة الجوع في غزة، ولأنني قيادي إنساني، شعرت بأنني مضطر لبذل كل ما باستطاعتي للمساعدة في تخفيف المعاناة".
ولكنه أضاف "من الواضح أنه من غير الممكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية التي لن أتخلى عنها".
%5 فقط من أراضي غزة تصلح للزراعة
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الاثنين أن أقل من 5% من الأراضي الزراعية في غزة ما زالت صالحة للزراعة و/أو يمكن الوصول إليها، ما يفاقم خطر المجاعة في القطاع.
وفي نهاية أبريل، كانت أكثر من 80% من الأراضي الزراعية متضررة ولم يعد من الممكن الوصول إلى 77,8% منها، ليبقى ما نسبته 4,6% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة (أي ما يعادل 688 هكتارا فقط)، بحسب تحليل أجرته الفاو بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات).
وقبل اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، كانت الزراعة تشكّل 10% تقريبا من اقتصاد القطاع الفلسطيني وتمثّل مصدر رزق لأكثر من 560 ألف شخص أي نحو ربع السكان) كانوا يسترزقون جزئيا أقلّه من الإنتاج الزراعي أو تربية المواشي أو صيد الأسماك، بحسب الفاو.
قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين إن غالبية مخزونات المعدات الطبية نفدت في غزة إلى جانب 42% من الأدوية الأساسية، بما في ذلك مسكنات الألم.
وقالت حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لصحفيين في جنيف "بلغنا مستوى الصفر في المخزون بالنسبة لنحو 64% من المعدات الطبية و42% من الأدوية واللقاحات الأساسية".