المرصد السوري: مقتل 1018 شخصا في معارك الساحل
أعلنت السلطات في سوريا، السبت، تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض "السيطرة" على مناطق شهدت مواجهات إثر مقتل أكثر من 500 مدني على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في اليومين الماضيين.
وأفاد سكّان في المنطقة الساحلية عن قتل طال مدنيين، خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.
وأورد المرصد "مقتل 532 مدنيا علويا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها" منذ الخميس.
وارتفعت الحصيلة الاجمالية منذ بدء الاشتباكات إلى 745 قتيلا، بينهم 213 مسلحا من الطرفين، بحسب المرصد الذي أحصى 93 قتيلا من "الأفراد العسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع"، و"120 عنصرا مسلحا" من الموالين للأسد.
وأفاد المرصد، السبت، بأن حصيلة القتلى جراء يومين من الاشتباكات بين قوات الأمن السورية وموالين للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إضافة إلى عمليات انتقامية أعقبت ذلك، قد ارتفعت إلى أكثر من 600 شخص، ما يجعلها واحدة من أكثر موجات العنف دموية منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل 14 عاما.
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، لرويترز، في وقت سابق، إن قوات الأمن السورية ومسلحين متحالفين معها قتلوا أكثر من 340 مدنيا معظمهم من الأقلية العلوية على مدى اليومين الماضيين.
وأوضح المرصد أن حصيلة القتلى من الأفراد العسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع ارتفعت إلى 93، فيما ارتفع عدد قتلى المسلحين المهاجمين إلى 120 عنصرا مسلحا، بجانب عشرات الجرحى والمفقودين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية، الخميس، عن مصدر بوزارة الداخلية قوله إن انتهاكات فردية وقعت أثناء عملية الحكومة للتصدي لمسلحين على صلة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وقال إن الوزارة تتحرى هذه الوقائع.
عمليات تمشيط في اللاذقية وطرطوس
أوضح المصدر أن القوى الأمنية والعسكرية تقوم بعمليات تمشيط للأماكن التي كان يتحصن بها المسلحون في محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث شهدت مدينة اللاذقية هجمات عند مشفى ابن سينا والمشفى الوطني في اللاذقية أسفرت عن وقوع قتلى من الطرفين.
وفرضت القوى الأمنية طوقا أمنيا حول مدينة جبلة، وباشرت بعمليات التمشيط ضد المسلحين الذين فر غالبيتهم من المدينة، بعد إضرام النيران بسيارات وممتلكات المواطنين للتمويه على هروبهم.
الدفع بمئات العناصر إلى الساحل السوري
لم تتوقف وزارة الدفاع السورية من إرسال مئات العناصر، وعشرات الآليات لمؤازرة التشكيلات العسكرية التي تدعم القوى الأمنية في الساحل السوري.
كما عملت القوى الأمنية على إعادة فتح الطرقات التي أغلقها المسلحون وعملوا على قطعها في محاولة لإعاقة تقدم أرتال القوى العسكرية، فيما جرت عمليات تحرير أسرى من وزارة الدفاع والأمن خلال عمليات التمشيط وبمساعدة الأهالي.
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بأن قوات الأمن "أعدمت" الجمعة 162 مدنيا علويا في معقل الطائفة، التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك خلال عملية تمشيط واسعة النطاق في غرب البلاد.
وأشار المرصد إلى وقوع "5 مجازر منفصلة أودت بحياة 162 مدنيا في المنطقة الساحلية السورية، الجمعة، بينهم نساء وأطفال"، وأوضح أن "الغالبية العظمى من الضحايا تم إعدامهم بإجراءات موجزة على يد عناصر تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية".
وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ اندلاع أعمال العنف الخميس إلى أكثر من 250 شخصا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح لوكالة فرانس برس، الجمعة، إن قوات الأمن في مناطق بانياس واللاذقية وجبلة أعدمت مدنيين بإجراءات موجزة، لا سيما في مدينة بانياس.
عملية أمنية في القرداحة وحظر تجوّل
أعلنت وزارة الدفاع في الإدارة السورية عزمها تنفيذ "عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام" ضدّ من وصفتهم بفلول النظام السابق في مدينة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقالت السلطات السورية، الجمعة، إنها مددت حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية حتى صباح السبت، مع استمرار العمليات الأمنية التي تنفذها في المنطقتين الساحليتين ضد مسلحين موالين للأسد، وفق فرانس برس.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية "سانا" عن مصدر قيادي في الأمن العام في محافظة اللاذقية "يمدد حظر التجوال في المدينة إلى يوم غد السبت الساعة التاسعة صباحا"، تزامنا مع تمديد حظر التجول في مدينة طرطوس حتى العاشرة من صباح السبت "حفاظا على أرواح المواطنين وفي ظل العمليات الأمنية والعسكرية الجارية في المحافظة".
ونفذت قوات الأمن السوري صباح الجمعة عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، غداة خوضها اشتباكات غير مسبوقة ضد مسلحين موالين لبشار الأسد.