صراعات
مع بداية شهر ديسمبر، والدولار الأميركي يتحرك في صعود مستمر أمام الجنيه المصري، ليتخطى حواجز لم يصل إليها منذ 9 أشهر.
وأثار الصعود المفاجئ للدولار أمام الجنيه، تساؤلات كثيرة حول الأسباب التي دفعته إلى تخطي حاجز 50 جنيه، واقترابه من تسجيل أرقام غير مسبوقة بالوصول إلى 51 جنيها.
ويرّجح الخبير الاقتصادي محمد فؤاد في تصريحات لبلينكس، أن أسباب تراجع الجنيه أمام الدولار تعود إلى 3 عوامل، أبرزها يكمن في "ارتفاع مؤشر DXY"، وهو مؤشر يتتبع قيمة الدولار الأمريكي نسبة إلى سلة من العملات الأجنبية.
وأعلن البنك المركزي المصري تحرير سعر الصرف وفقا لآليات السوق في مارس الماضي، ليتحرك السعر صعودا وهبوطا منذ ذلك الحين، قبل أن يسير في اتجاه الصعود فقط خلال الفترة القليلة الماضية.
يقول فؤاد إن تراجع الجنيه أمام الدولار في الوقت الحالي يعود إلى 3 عوامل، أدت إلى الحركة المفاجئة في اتجاه واحد، وهي:
ويوضح الخبير الاقتصادي، قائلا: "ارتفع مؤشر DXY بنسبة 4% خلال الأيام الماضية، وفي المقابل انخفض الجنيه المصري بنسبة 4.7%، استجابة لهذا التغيير.
ويرجع فؤاد تراجع الجنيه أمام الدولار إلى "الضغط الخارجي بسبب ارتفاع الدولار عالميا"، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالتزامات مصر الخارجية، وتوافر النقد الأجنبي.
يتحدث البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود "تعويم جديد" بسبب التحريك اليوم التصاعدي لسعر الصرف، وهو الأمر الذي نفاه الخبير الاقتصادي المصري. يشرح فؤاد: "ما يحدث يعني أن لدينا مرونة حقيقية في السعر، أما التعويم فهو معناه التحرك من موقف جامد إلى مستويات جديدة، وهذا لم يحدث".
ومنذ بداية شهر ديسمبر الحالي، ارتفع الدولار أمام الجنيه حوالي 1.1 جنيها، متحركا من 49.68 إلى 50.79 جنيها، وقبل ذلك تحرك من حدود 46 جنيها بشكل تدريجي وتصاعدي مستمر.
يقارن فؤاد الوضع في سوق سعر الصرف حاليا بالوقوف أمام المرآة، فهي تعكس كل شيء بوضوح، وهذا هو الحال منذ تحرير سعر الصرف في مارس دون أي تغيير، لذا لن نشهد تعويما جديدا".
وسجل الدولار سعرا غير مسبوق منذ ما يزيد عن 9 أشهر، بوصوله إلى 50.79 جنيها للبيع و50.70 جنيها للشراء، ليفصله 6 قروش فقط في سعر البيع عن معادلة أعلى رقم قياسي مسجل في 6 مارس 2024.
أثناء الصعود البطيء في نهاية نوفمبر، ألمح رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى توقع موجة ارتفاع جديدة في سعر الدولار أمام العملة المحلية خلال الفترة المقبلة. وخلال افتتاح خط الرورو البحري بين مصر وإيطاليا، قال مدبولي في مؤتمر صحافي في 28 نوفمبر: "لا أريد أن يشعر الناس بالذعر عندما يتابعون ارتفاع سعر الدولار".
وأشار مدبولي إلى أن الدولار يرتفع عالميا أمام اليورو والجنيه الإسترليني، مضيفا: "ليس الجنيه هو الذي ينخفض أمام الدولار، العملة الأميركية ترتفع أمام كل العملات، ومن المنطقة صعودها أمام الجنيه".
وأثارت تصريحات مدبولي وقتها قلقا بالغا بين الإعلاميين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تحدث الإعلامية لميس الحديدي عن ضرورة إخبار الشعب بالإجابة على سؤال "إلى أين يذهب الدولار بعد ملامسة الـ50 جنيها".
وطالب الإعلامي مصطفى بكري، رئيس الوزراء بضرورة توضيح تصريحاته، من أجل طمأنة الشعب المصري، مؤكدا أن القلق أصبح سائدا بعد تصريحاته عن ارتفاع الدولار.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة