مسودة هدنة لبنان.. هدية نتنياهو لترامب أم خروج آمن؟

تسلم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، مقترحا بوقف إطلاق النار من السفيرة الأميركية في لبنان، ليزا جونسون، خلال لقائهما، الخميس 14 نوفمبر، في عينة التينة ببيروت.

وول ستريت جورنال، كشفت في تقريرها المنشور صباح الجمعة 15 نوفمبر، أن الخطوط العريضة للاقتراح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لوقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل، تتضمن قيام حزب الله بنقل كل قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني. وأن يتولى الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مهمة منع حزب الله من العودة للجنوب.

وقدم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إحاطة لترامب، حول الاقتراح في ناديه "مار إيه لاغو" في فلوريدا. ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، وافق ترامب على الخطة وأعرب عن أمله في الانتهاء منها قبل دخوله المكتب البيضاوي في 20 يناير.

لم يستجب المتحدثون باسم البيت الأبيض وفريق ترامب الانتقالي لطلبات وول ستريت جورنال للتعليق. لكن المفاوض الأميركي الرئيسي في المحادثات، آموس هوكشتاين، قال للصحفيين هذا الأسبوع "هناك فرصة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبا.

والخميس، سلم السفير الأميركي في لبنان مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، المقرب من حزب الله، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن نقطة الخلاف الرئيسية هي ضمان قدرة إسرائيل على فرض اتفاق وقف إطلاق النار إذا فشلت الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في القيام بذلك. كما تسعى إسرائيل إلى إيجاد طرق لمنع حزب الله من تجديد مخزونات الأسلحة التي أفسدتها إسرائيل. ويتضمن ذلك الحصول على مساعدة السلطات الروسية المتواجدة في سوريا لمنع تهريب الأسلحة من هناك إلى لبنان.

كشف النائب اللبناني محمد خواجة في حديث مع بلينكس، أن المسودة التي تلقاها بري لم تُدرس حتى الآن، مع التشديد على تمسك لبنان بمواقفه السابقة المتعلقة بالقرارات الأممية، ورفض أي شروط تمس سيادته.

وعلق النائب اللبناني قاسم هاشم، في تصريحات لبلينكس قائلا: "لبنان سيبحث بنود أي مسودة لوقف إطلاق النار فور ورودها رسميا، مع التأكيد على عدم المساس بشروط وبنود القرار الأممي 1701".

وقالت مصادر سياسية لوكالة رويترز إن السفارة الأميركية في بيروت سلمت بري مسودة تحتوي على تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

ولم تكشف المصادر عن طبيعة المقترح الذي تلقاه لبنان، في وقت تسعى خلاله الولايات المتحدة إلى التوسط لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ أواخر سبتمبر الماضي.

ويتمسك لبنان بالشروط المرتبطة بعدم تعديل القرار 1701 والالتزام بتفاصيله وبنوده كافة، مع تطبيق كامل له، وبالتالي رفض أي وجود إسرائيلي في الأراضي اللبناني.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مبادرة في سبتمبر الماضي لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة 21 يوما، لكنها لم تنجح لتستمر الحرب بلا هُدن.

ونفى رئيس المكتب الإعلامي في حزب الله محمد عفيف، تصريحات نقلتها رويترز الإثنين 11 نوفمبر، ورود أي مقترحات لوقف إطلاق النار إلى حزب الله أو الحكومة اللبنانية.

قال مساعد مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، هذا الأسبوع، إن إسرائيل تستعد لإبرام اتفاق الهدنة في لبنان، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

المسؤول الإسرائيلي الذي اشترط عدم ذكر اسمه قال إن هناك اتجاها في إسرائيل على تقديم "هدية" لترامب الذي سيتولى حكم الولايات المتحدة في يناير المقبل، عن طريق إنهاء الحرب في لبنان.

وفي الوقت نفسه كان رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي في زيارة للولايات المتحدة من أجل مناقشة مجموعة واسعة من القضايا، لم يكشف مكتبه عن تفاصيلها.

وكان ترامب قد وعد الشعب الأميركي بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، قبل أن يخبر نتنياهو في محادثة بينهما الشهر الماضي بأنه يجب "أن يفعل ما عليه فعله" ضد حزب الله وحماس.

ويرى المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، فرانك لوينشتاين، أن نتنياهو سيعمل على كسب ود ترامب، بعد أن كانت علاقته مع بايدن ليست مثالية.

وألمح نتنياهو في بيان مصور له، الأحد 10 نوفمبر، إلى إنهاء حروب الشرق الأوسط التي تدخل بلاده طرفا رئيسيا بها، قائلا: "تنتظرنا فرص كبيرة في تعزيز السلام"، بعدما أعلن تحدثه مع ترامب 3 مرات في الأيام الأخيرة.

وقد يعتبر نتنياهو الهدنة وإنهاء الحرب في لبنان، بمثابة مخرج آمن، بعد أن تعرض لانتقادات داخلية ودولية واسعة بسبب استمرار الحرب واستنزاف الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان.

اختلف الوزراء في حكومة نتنياهو عندما تحدثوا عن الهدنة في لبنان، فبعضهم قال إنها أقرب من أي وقت مضى، والآخر قال إنها بعيدة وما زالت بحاجة إلى ضمانات عدة.

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، قال للصحافيين، الإثنين 11 نوفمبر، في تصريحات نقلها موقع بلومبرغ إن هناك تقدما في الهدنة، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة الأميركية على هذا الأمر.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، في تصريحات لإذاعة تل أبيب: "نريد أن ننهي هذا الصراع، لكن الأمر الأكثر أهمية يكمن في الضمانات المتعلقة بقدرتنا على الاستمرار في مواجهة التهديدات المستقبلية".

واتفق وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، العضو في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق هدنة في لبنان، قائلا: "الهدنة أقرب من أي وقت مضى منذ بداية الحرب، لكن علينا الاحتفاظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان إذا حدث أي انتهاك للاتفاق".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، يسرائيل كاتس، فقد سبق ونفى وجود نية لوقف إطلاق النار، وقال في تصريحات له الثلاثاء 12 نوفمبر، نقلتها رويترز إن إسرائيل ستواصل الحرب.

وأشار كاتس خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين إلى استمرار الحرب في لبنان بكل قوة، مضيفا: "لن يكون هناك وقفا لإطلاق النار، قبل تحقيق أهداف الحرب".