فنون‎

كيفك انت؟.. زياد الرحباني يرحل عن العالم بعد "ثورة فنية"

نشر
blinx
 &  & 
غيّب الموت السبت الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 68 عاما، بعد مسيرة فنية تركت بصمة عميقة في الموسيقى والمسرح.
وزياد الرحباني هو نجل الفنانة فيروز والراحل عاصي الرحباني، وأحدث ثورة في الفن المسرحي والغنائي والموسيقي. وعُرف بأعماله الساخرة الناقدة للوضع الاجتماعي والسياسي.
كان زياد الرحباني كاتبا وملحنا وموسيقيا ومسرحيا عاشقا للفن، أضحك الجمهور كثيرا بنقد ساخر، لكنه حاكى به الواقع اللبناني المرير من الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد. ولم ينج من انتقاداته، لا سيما في سنوات تألقه الأولى، فن والديه التقليدي والفولكلوري.

سهرية أول خطوة

بدأ مسيرته الفنية مطلع سبعينات القرن العشرين، حين قدّم أولى مسرحياته "سهرية". في العام 1980، حصدت مسرحية "فيلم أميركي طويل" التي كانت وقائعها تجري في مستشفى للأمراض العقلية نجاحا منقطع النظير، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية.
وقدم مسرحيات عدة تتحدث عن الانقسام الطائفي اللبناني والحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ومنها (سهرية) عام 1973، و(نزل السرور) عام 1974 و(بالنسبة لبكرا شو؟) عام 1978 و(فيلم أمريكي طويل) عام 1980 و(شي فاشل) عام 1983، و(بخصوص الكرامة والشعب العنيد) عام 1993 و(لولا فسحة الأمل) عام 1994.
لحّن العديد من الأغاني، قسم كبير منها لوالدته فيروز، ولغيرها من الفنانين الذين عملوا معه. كما ألّف العديد من المقاطع الموسيقية.

"كيفك انت؟"

في العام 1991، غنّت فيروز له "كيفك انت؟" ضمن أسطوانة أثارت جدلا بين من يحبون زياد الرحباني والتجديد في مسيرة فيروز والرافضين لذلك. وحقّق الإصدار نجاحا كبيرا.
ومن الأعمال الموسيقية الأخرى التي لحّنها لوالدته "أنا عندي حنين"، و"حبيتك تنسيت النوم"، و"سلّملي عليه"، و"سألوني الناس"، و"عودك رنّان"، وغيرها من الأغاني التي طبعت مسيرة فيروز الغنائية.
كما قدم حلقات إذاعية عدة منها (بعدنا طيبين قول الله) للإذاعة اللبنانية عام 1975 مع المخرج اللبناني جان شمعون و(العقل زينة) في حلقات عدة قدمت لإذاعة صوت الشعب اللبنانية. وعبر عن مواقفه السياسية والاجتماعية في جريدة الأخبار اللبنانية التي كتبت على صفحتها الرئيسية اليوم "رحيل العبقري".
عرف بمزجه بين الموسيقى الشرقية والجاز والكلاسيك وقدم بصوته مشاركا في أغان منها (بلا ولا شي بحبك) و(قوم فوت نام) و(أنا مش كافر بس الجوع كافر) وبداية ونهاية أغنية (مربى الدلال ربوكي وتعذبوا فيكي يا دلال) وكان بذلك يشير الى زوجته السابقة.
وعبر زياد الرحباني مرارا في مقابلاته عن دعمه للقضية الفلسطينية وقال مؤخرا عن حرب غزة في إحدى المقابلات "الفلسطينيين هني كل يوم واقفين. شي ما بيتصدق، هالصبر يللي عندهم إياه، ما بيصح إلا الصحيح هذا الأمور لو طولت بتصير، مثل ما صار بفيتنام".

بيت الدين

في العام 2018، افتتح زياد الرحباني مهرجانات بيت الدين الدولية في استعراض موسيقي لأعمال له وللأخوين الرحباني تخللتها لقطات تمثيلية وتعليقات ساخرة. وقدّم على مدى نحو ساعتين نحو 26 مقطوعة موسيقية وأغنية مع فرقة كبيرة.

نعي رسمي وشعبي

نعاه الرئيس اللبناني جوزيف عون في تدوينة على منصة إكس قائلا "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة".
وكتب رئيس الوزراء نواف سلام "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن".
وأضاف "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود".
كما رثاه وزير الثقافة غسان سلامة قائلا "كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".
وكتبت زوجته السابقة الممثلة كارمن لبس على صفحة سوداء "ليش هيك .كل شي راح. حاسة فضي لبنان".
كما كتب الصحفي ريكاردو كرم على منصة إكس "من بين أكثر اللحظات وجعا في المشهد الموسيقي العربي. رحل زياد رحباني العبقري الثائر"، مع موسيقى حزينة لمسلسل لبناني (آثار على الرمال) وصورة له مع والدته.
وقال الكاتب اللبناني غسان شربل "زارك الموت لكن لن يزورك النسيان. عودك رنان" في إشارة إلى إحدى أغانيه الشهيرة التي قدمتها فيروز.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة